إن مظاهر ضعف اللغة العربية، نجدها في غالبية المؤسسات الوطنية، الحكومية، وغير الحكومية.
فمن النادر أن ترى متكلّماً يتحدّث بلسان عربي مبين.
وعلى الرغم من أن معظم المؤسسات الرسميّة القيادية في الدول العربية، تغصّ بحملة شهادة الدكتوراة، لكنّها لاتحسن كتابة فقرة، بل يكاد لايستطيع أن يردّ على كتاب رسمي بجملة واحدة، من دون أن يستشير مختصاً في اللغة العربية.
فمن النادر أن ترى متكلّماً يتحدّث بلسان عربي مبين.
وهذا الضعف لا يتوقّف على النخب (المثقفة)، بل تجد الركاكة في مرافعات المحامين، والذين يتسلّلون إلى المؤسسات الإعلامية، وهذا واقع مؤسسات التربية والتعليم في الوطن العربي.
فالأطفال يجدون اللغة العربية السليمة مهجورة، ولانجد النخب القائمة على تحرير المناهج لغوياً في بلادنا، يتبنّون أي منهج، أو يمتلكون مشروعاً للنهوض باللغة، وتحسين مستواها.
فالبرامج التربوية لاتوفّر أجواءً لغويّة نقيّة، تساعد الطلبة على اكتساب اللغة السليمة، كما نلاحظ الاستمرارية في الانحياز إلى العقلية التاريخية القديمة في التفكير، من خلال التركيز على الجانب الانفعالي من الخطاب، بدلاً من التواصل الفعّال.
ونلوم لغتنا، ونتّهمها بعدم القدرة على مواكبة التطوّر العلمي والتكنولوجي.
وهناك ظاهرة تقزيم اللغة، أو إدراج مفردات في معرض حديث المرء، أصبحت مظاهر تتكرّر في كل لقاء، أو اجتماع، أو ندوة.
وينبغي الاعتراف هنا بأن غالبية النخب (المثقفة)، قد أسقطت حصون النحو، والصرف دون استحياء، ومن أوجه القصور التي يمكن ملاحظتها، أن كثيراً من المثقفين القائمين على تحرير النصوص، طغت عليهم سطحيّة قراءة النص، كما باتت الحوارات قاصرة، فابتعدوا عن الخوض في الحديث عن تفاصيل الموضوع, محل الدراسة والنقاش.
لقد أصبحت ظاهرة ضعف اللغة العربية لدى النخب (المثقفة) ظاهرة، لا تثير أي استغراب، ويجاهر الكثيرون بعدم حاجتهم إلى معرفة أساسيات النحو، والصرف العربي.
هل العلّة تكمن في طبيعة اللغة العربية، وفي صعوبة قواعدها؟
أم أن لا حاجة إلى الاهتمام بها، حيث أنها لغة جامدة، غير قادرة على مواكبة روح العصر؟
وهذا سهم من الأعداء، يراد به أن تبقى هذه الأمة عالة على الأمم الأخرى.
فكما أنّه لن تفلح أمة تقاتل بما لا تصنع، وتأكل ما لا تزرع، وتلبس ما لا تنسج، فإنه لن تفلح أمة، لا يتقن المثقفون والباحثون والمسؤولون منها لغتهم الأم، بل ومفتونون بلغات الغرب.
التسميات
لغتنا