يوسف إدريس.. تشيخوف العرب وملك القصة القصيرة، جمهورية فرحات، أرخص ليالي، الفرافير



تخرج في كلية الطب واتجه الى الكتابة الادبية واصبح علامة بارزة في تاريخنا الادبي اقتصد في اسلوبه الفني واستطاع ان يعبر عن احزان الفقراء والمهمشين فكان ينتمي للواقعية التي ترصد الحياة في ابعادها الخارجية الظاهرة وطبقاتها الباطنية الكامنة، وعلى الرغم من ان ادبه كان في الخمسينات من القرن الماضي خروجاً على ادب الجيل السابق عليه الا انه الكاتب الوحيد الذي طلب عميد الادب العربي طه حسين بنفسه ان يكتب له مقدمة مجموعته القصصية الثانية (جمهورية فرحات) 1956 بعد ان طالع مجموعته الاولى (ارخص ليالي) 1954 التي فرضت نفسها على الحركة الثقافية كنوع جديد من الكتابة. 
ومثلما أحدث يوسف ادريس طفرة في القصة القصيرة كان دخوله لعالم المسرح بمثابة الانقلاب الذي جعل للمسرحيات المصرية طابعاً خاصاً اثار الجدل حوله لفترة طويلة وكان يرفض الدراما الكلاسيكية واليونانية القديمة والاوروبية الحديثة ووجد في السامر الشعبي والسيرك وشخصية الاراجوز والفرفور شكلاً فنياً يؤدي الوظيفة الاجتماعية للابداع وكانت رائعته (الفرافير) 1964 نقطة التحول في مسيرة المسرح المصري وتعتبر انجح مسرحيات تاريخنا الحديث. 
ولكل ذلك من الطبيعي أن يطلق على يوسف إدريس تشيخوف العرب أو ملك القصة القصيرة، حيث استطاع أن يجسد منهج تشيخوف في القصة القصيرة الذي اعتمد على الدخول في عمق الإنسان ورسم الحياة البسيطة في القرى والأرياف، وإعطاء الشخصيات المعدومة والمهمشة دوراً كبيراً في الحياة الفنية- الاجتماعية. 
إن تجول إدريس على صفحات قصصه بين الأحياء الفقيرة وتنوع موضوعاته الاجتماعية، بحيث أضحت كل الهموم الاجتماعية بين دفتي مجموعاته احتفاء بها، مما جعله يتسيد هذا الفن بكل اقتدار. 
وفي السنوات الاخيرة من حياته ومع انحسار الحياة الثقافية واضطرابها بالقياس الى ما سبقها في الخميسنات والستينات اتجه ادريس لكتابة المقالات الصحفية وكان ينشرها في جريدة الاهرام تحت اسم المفكرة. 
حصل يوسف ادريس على جائزة الدولة التقديرية سنة 1991 وتوفي في نفس العام.


ليست هناك تعليقات