داهية الكاهنة.. مقاومة القبائل الوثنية للزحف الإسلامي. القوات الإسلامية هي مجرد جماعات من البدو المغيرين الطامعين في الثروة

داهية الكاهنة

«داهية الكاهنة» (ويُقال إن اسمها هو «ضميا» أو «ضحيا») هي محاربـة من قبيلـة الجراورة في جبال أوراس في الجنوب الشرقي للجزائر، وهي فرع من قبيلة زناتة البربرية الكبيرة تَهوَّد في القرن السابع بعد الميلاد، أي قبيل الفتوحات الإسلامية بقليل.

قيادة القبائل البربرية لصد الزحف الإسلامي:

قادت داهية القبائل البربرية وقامت بصد الزحف الإسلامي عام 688م حين دمرت جيش حسان بن النعمان الغساني واضطرته إلى الانسحاب إلى طرابلس.

وكانت الكاهنة تظن أن القوات الإسلامية هي مجرد جماعات من البدو المغيرين الطامعين في الثروة، ولذلك قامت بحرق المدن والحقول حتى يرحلوا.

ولكن أفعالها جعلت السكان يجأرون بالشكوى منها ويناصبونها العداء وانفض أتباعها من حولها وانضموا تدريجياً إلى جيش الإسلام.

وفي الجولة الثانية مع القوات الإسلامية، يُقال إنها تنبأت بهزيمتها ومقتلها، وبالفعل نشبت المعركة في عام 695 وهُزمت داهية الكاهنة ولقيت حتفها خلالها.

عداء بين اليهود والمسلمين:

ولا يمكن رؤية مقاومة داهية الكاهنة للزحف الإسلامي باعتباره جزءاً من العداء الأزلي بين المسلمين واليهود، ولا يمكن فهمه من خلال نموذج تفسيري يهودي.

ففي مناطق أخرى ومدن أخرى ساعد أعضاء الجماعات اليهودية المسلمين.
ولذا، يجب أن تُوضَع هذه المقاومة في سياق أكثر عمومية وهو مقاومة القبائل الوثنية للزحف الإسلامي.

ونحن لا نعرف كثيراً عن نوع اليهودية التي كانت تتبعها الكاهنة.
بل إن بعض المؤرخين يشككون أصلاً في انتمائها اليهودي.

لكل هذا يكون الحديث عنها باعتبارها عبقرية يهودية أمراً ليس ذا قيمة تفسيرية تُذكَر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال