أهمية دراسة التركيب السكاني والتركيب العمري.. فهم البناء الاجتماعي. تصنيف المجتمعات إلى فتية أو ناصحة أو هرمة والمقارنة بينها

تكمن أهمية دراسة التركيب السكاني بوجه عام والتركيب العمري بوجه خاص إلى عدة اعتبارات من بينها:

1- لا شك أن الشباب هم عدة المستقبل وهذا الأمر أصدق ما يكون بالنسبة لوضع السكان ومستقبل النمو السكاني.

فالمجتمع الذي يتكون من عدد كبير من الشباب سينمو بمعدلات أسرع بصرف النظر عن مستوى الخصوبة.

2- يتأثر التركيب العمري بالعمليات الديموغرافية الثلاثة (الخصوبة والوفيات والهجرة).

لذا يؤخذ التركيب العمري في الاعتبار عند مقارنة الدول فيما يتعلق بمعدلات الخصوبة أو الوفيات أو الهجرة.

3- تعتبر المعلومات عن التركيب العمري مهمة جداً في التخطيط للقوى العاملة وكذلك بالنسبة للتخطيط التربوي وتحديد الاحتياجات والأهم هو أنه يسهم في التعرف على الموارد البشرية وخصائصها وتوزيعها الجغرافي.

4- توجد علاقة بين التركيب العمري والسياسات العامة وبخاصة الإنفاق العام على بعض الخدمات الخاصة ببعض الفئات العمرية كالأطفال أو كبار السن ولارتباط التغير في التركيب العمري بالعديد من الجوانب كالطلب على التعليم والإسكان... الخ.

5- تسهم معرفة خصائص التركيب السكاني في فهم البناء الاجتماعي وما يحدث فيه من تغيرات وتطورات.

كما تستخدم كثير من الخصائص والسمات السكانية كالتركيب العمري والنوعي في محاولة تفسير أنماط (استهلاك وخدمات) وسلوكيات (الإجرام ومعدلات الجريمة).

6- بناء على بيانات التركيب العمري يمكن تصنيف المجتمعات إلى فتية أو ناصحة أو هرمة والمقارنة بينها.

بعبارة أخرى من خلال قياس التركيب السكاني وتحديد خصائصه وأنماطه يمكن مقارنة البلدان أو المناطق الجغرافية أو المدن فيما يتعلق بالخصائص الديموغرافية وغير الديموغرافية للوصول إلى استنتاجات هامة ومفيدة تعزز وتسهم في محاولة فهم العديد من الظاهرات والمشكلات التي تواجهها المجتمعات الإنسانية.

7- من خلال النظر إلى طبيعة التركيب العمري يمكن أن يستدل على النمط السائد للحالة الصحية في المجتمع.

وهذا ما يتضح من خلال شكل الهرم السكاني للمجتمعات قاطبة فالهيكل الفتي عادة ما يصاحب النمط المتخلف للحالة الصحية حيث انتشار الأمراض المعدية وأمراض نقص التغذية وأمراض الأطفال والأمراض المصاحبة للحمل والولادة.

8- بينما من جهة أخرى نستدل من خلال شكل الهرم السكاني الهرم على النمط المتقدم للحالة والأوضاع الصحية التي تشكل فيها أمراض القلب والسرطان وأمراض الشيخوخة مكان الأمراض المعدية كأسباب رئيسة للوفاة التي عادة ما ترتبط بفترة الشيخوخة عندها يكون أمد الحياة أو توقع العمر عند الولادة طويلا في هذه المجتمعات.