شخصية أبي زيد السروجي بطل مقامات الهمذاني:
سمى "الحريري" بطل مقاماته "أبا زيد السروجي".
وقد حكى ابن "الحريري" أن والده كان (جالسًا في مسجده بـ"بني حرام"، فدخل شيخ ذو طمرين، عليه أهبة السفر، رث الحال، فصيح الكلام، حسن العبارة، فسألته الجماعة: من أين الشيخ؟ فقال: من "سروج". فاستخبروه عن كنيته فقال: "أبو زيد". فعمل أبي المقامة المعروفة بـ"الحرامية"، وهي الثامنة والأربعون، وعزاها إلى أبي زيد المذكور).
المطهر بن سلار السروجي:
هذا النص يؤكد أن "أبا زيد" شخص بعينه، معروف لدى معاصري "الحريري"، حيث شاهده جمع غفير في المسجد، حتى ذهب بعض الباحثين إلى أن اسمه "المطهر بن سلار السروجي".
فقد حكى أهل اللغة أن "أبا زيد السروجي" يكنى به الكبير في السن، كما قال "ابن الأعرابي": (يقال للشيخ الكبير: "أبو زيد" و"أبو سعيد").
و"السروجي" يصفه الراوي غالبًا بالكبر والهرم.
والتسمية اللغوية أيضًا تقع على "أبي زيد" حيث ظهر في كل مقامات "الحريري"، بصورة شيخ مجرب للأمور، خبير بها، إذ لم يغب عن واحدة منها.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن "بديع الزمان الهمذاني" لم يبيّن مسقط رأس البطل، بل نسبه إلى مدينة "الإسكندرية" مع تعدد مدن تسمى بهذا الاسم، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وسبب هذا التمويه ليتخذ البطل الرقعة الإسلامية كلها مسرحًا لأدواره.
التسميات
فن المقامة