تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال سوق الأوراق المالية: دراسة حالة بورصة النيل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة



تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال سوق الأوراق المالية:

تعد المشروعات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) من أهم مكونات الاقتصاد المصري، حيث تمثل حوالي 95% من إجمالي المشروعات في مصر، وتوفر حوالي 70% من فرص العمل.

ولكن، تواجه هذه المشروعات تحديات كبيرة في التمويل، حيث يعتمد معظمها على التمويل الذاتي أو التمويل من القطاع المصرفي، والذي يتسم بارتفاع التكلفة وصعوبة الحصول عليه.

توفير بدائل تمويلية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة:

ويمكن أن يلعب سوق الأوراق المالية دورًا مهمًا في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال توفير بدائل تمويلية متنوعة لهذه المشروعات، مثل:
  • إصدار أسهم وسندات: حيث يمكن للمشروعات الصغيرة والمتوسطة إصدار أسهم أو سندات قابلة للتداول في سوق الأوراق المالية، وذلك للحصول على التمويل اللازم لنموها وتوسعها.
  • الاندماج والاستحواذ: حيث يمكن للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الاندماج أو الاستحواذ على مشروعات أخرى، وذلك للحصول على التمويل اللازم لنموها وتوسعها.
  • التمويل التأجيري: حيث يمكن للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الحصول على التمويل اللازم من خلال شركات التمويل التأجيري، والتي تقدم تمويلًا طويل الأجل لشراء الآلات والمعدات.

دراسة حالة بورصة النيل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة:

تم إنشاء بورصة النيل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في عام 2012، وذلك بهدف توفير آلية تمويلية جديدة لهذه المشروعات.

وتسمح بورصة النيل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة للشركات الصغيرة والمتوسطة بإصدار أسهم وسندات قابلة للتداول في البورصة، وذلك للحصول على التمويل اللازم لنموها وتوسعها.

ومنذ إنشائها، قامت بورصة النيل بقيد حوالي 200 شركة صغيرة ومتوسطة، وبلغ إجمالي القيمة السوقية لهذه الشركات حوالي 10 مليارات جنيه مصري.

مزايا تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال بورصة النيل:

يقدم سوق الأوراق المالية مجموعة من المزايا لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، منها:
  • توفر بدائل تمويلية متنوعة: حيث يمكن للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الحصول على التمويل اللازم من خلال إصدار أسهم أو سندات أو من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ أو التمويل التأجيري.
  • انخفاض التكلفة: مقارنة بالتمويل المصرفي، فإن التمويل من خلال سوق الأوراق المالية يمكن أن يكون أقل تكلفة، وذلك بسبب انخفاض أسعار الفائدة على الأسهم والسندات.
  • سهولة الحصول على التمويل: يمكن للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الحصول على التمويل من خلال سوق الأوراق المالية بشكل أسهل من خلال التمويل المصرفي، وذلك بسبب سهولة الإجراءات والشروط.

تحديات تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال بورصة النيل:

رغم المزايا التي يقدمها سوق الأوراق المالية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إلا أنه يواجه بعض التحديات، منها:
  • عدم وجود ثقافة استثمارية: حيث لا يزال هناك نقص في الثقافة الاستثمارية لدى المستثمرين المصريين، مما يقلل من الطلب على الأسهم والسندات الصادرة عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
  • صعوبة إدارة المخاطر: حيث تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحديات كبيرة في إدارة المخاطر، مما قد يؤدي إلى تدني قيمة أسهمها وسنداتها.
  • ارتفاع تكاليف القيد والتداول: حيث تفرض بورصة النيل رسومًا على القيد والتداول في البورصة، مما قد يمثل عبئًا ماليًا على المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

التوصيات:

لتعزيز دور سوق الأوراق المالية في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، يمكن العمل على تنفيذ التوصيات التالية:
  • نشر ثقافة الاستثمار: وذلك من خلال التوعية بأهمية الاستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير المعلومات اللازمة للمستثمرين.
  • تطوير آليات إدارة المخاطر: وذلك من خلال توفير الدعم الفني والتدريبي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتحسين قدرتها على إدارة المخاطر.
  • تخفيض تكاليف القيد والتداول: وذلك من خلال مراجعة الرسوم التي تفرضها بورصة النيل.
وتهدف هذه التوصيات إلى إزالة التحديات التي تواجه سوق الأوراق المالية في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز دور هذا السوق في تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر.


ليست هناك تعليقات