نتيجة لغموض مفهوم الجودة فى التعليم الجامعى، واجه استخدام TQM فى التعليم الجامعى عدة اعتراضات، وقد أخذت هذه الاعتراضات عدة أبعاد يحددها John Brennan في الجوانب الآتية:
الجانب اللغوي:
حيث نجد أن كثيرا من المصطلحات المستخدمة في نظام الجودة تتضمن قيما، يراها بعض العاملين فى التعليم الجامعى وخاصة الأكاديميين منهم أنها غير ملائمة، وتحمل فى ثناياها تهديداً للتقاليد التى تواضع عليها التعليم الجامعي.
جانب السلطة أو القوة:
حيث من المتفق عليه أن الجامعات تتمتع بقدر من الاستقلالية،وكذلك أعضاء هيئة التدريس فيها، وهذه الاستقلالية سوف تهدد باستعمال أسلوب الجودة الشاملة TQM بل، ويزداد الاعتراض إذا كان الحكم على جودة الجامعات يتم من قبل جهات خارجية، وهذا ما أكد عليه كذلك P.D. Balton & Rosier,G.A. من خلال دراستهما لاستخدام TQM في الجامعات الأسترالية.
ويضاف لما سبق أن استخدام الجودة الشاملة سوف يفرض على مؤسسات التعليم العالى عمل كثير من التغيرات فى انشطتها حتى تتماشى مع الرؤى التى يفرضها العمل وفق مبادئ ومعايير TQM، وسيتحدد شكل وحجم التغيرات المطلوبة من الجامعات فى ضوء ما تفرضه القوى الخارجية، تلك القوى التى تحدد مؤشرات الجودة المطلوبة،وهذا ما يرفضه بعض الأكاديميين وخاصة من لا يزالون يعيشون الجامعة بنظره البرج العاجى.
ويحدد Lee Harvey أسباب مقاومة هيئة التدريس لاستخدام TQM فيما يلي.
- الارتياب فى دوافع الإدارة، حيث يرى بعض الأكاديميين أن استخدام TQM سوف يزيد سيطرة وتحكم جهات خارجية في الجامعات، ويحد من استقلالهم وحريتهم الأكاديمية .
- شعور بعض الأكاديميين بأن إدخالTQM يعنى ضمنا انتقاد أدائهم كما يعد مؤشرا على فقدان الثقة فيهم.
- يهتم TQMبالعمل الجماعى، وهذا قد لا يتناسب واسلوب أداء وبعض أعضاء هيئة التدريس، وخاصة الذين يميلون للعمل الفردي، كما قد لا يتناسب وبعض التخصصات مثل الآداب واللغات ، والتى يكون الإبداع فيها في الغالب نتيجة العمل الفردي.
- سوف يزيد استخدام TQM من هرمية الإدارة فى المؤسسات الجامعية، حيث سيزيد من طبقات أو درجات الهيكل الإدارى من خلال إضافة إدارة متخصصة لـTQM.
سيؤدي استخدام الأدوات الإحصائية بعملية التقييم إلى النظر لمخرجات التعليم الجامعى على إنها متساوية فى القدر والمقدار، وهذا عكس طبيعتها، حيث أن مخرجات هذا التعليم شديدة التنوع، بل أن تنوعها يعد ظاهرة صحية ومطلوبة.
ويمكن القول بأن منبع الاعتراضات السابقة يعود إلى حد كبير إلى الاختلاف الثقافى بين ثقافة الحرم الجامعى، والثقافة التى يفرضها استخدام TQM، يمكن القرأة عن هذا التباين الثقافي في الورقة البحثية التي قدمها Toodar Marches، وشارك بها في سيمنار حول الجودة الشاملة عقدتها مؤسسة NACUBO في مايو من عام 1996.
وفيما يلي ملخص لأهم أفكاره حول التباين بين ثقافة الحرم الجامعي والقيم التي يفرضها الأخذ بادارة الجودة الشاملة:
الثقافة الاكاديمية |
قيم إدارة
الجودة الشاملة |
المهمة: التدريس المهمة:
فرز المواهب الدرجة من
خلال الساعات المعتمدة. الرضا عن
الذات. القيادة في العمل تكون للمنجز المبدع. استقلالية
أعضاء هيئة التدريس. الجودة
مبهمة. الارتياب في
الإحصاء. الإدارة:
تسعى لتصيد الأخطاء يتم
التحسين بشكل جزيء الإحساس
بالتفرد. هرمية
العلاقة بين العاملين |
المهمة:التعلم المهمة: تنمية
المواهب الدرجة من
خلال الأداء السعي للتحسن
المستمر. الاعتماد
على حكمة الفريق. المسؤولية
الجماعية. الجودة محددة
المعايير ويمكن، إدارتها. الإدارة من
خلال الحقائق الإدارة: تسعى
للقيادة. التطوير وبشكل متسق
للنظام ككل. العمل
كجماعة، ارتباطات شبكية. |
وربما يقلل الآن من حدة التباينات بين ثقافة الحرم الجامعي والثقافة التي يفرضها الأخذ بالجودة الشاملة ، ما حدث من تحولات فى ثقافة الحرم الجامعي، بفعل التوجه نحو التحالف مع المؤسسات الصناعية، وبفعل ظهور أنماط غير تقليدية من التعليم الجامعي، كالتعليم المفتوح والتعليم من بعد.
إلاَّ أنه بفحص فكرة TQM كما هى مستمدة من الصناعة يجد الباحث بعضاً من أوجه التباين بينهما ويمكن تحديد ذلك فيما يلى:
- يستخدم عادة TQM من أجل زبائن المؤسسة، وعادة ما يكون هؤلاء الزبائن لهم كينونة منفصلة عنها، وتسعى المؤسسة لتلبية حاجتهم وفق مؤشرات يرونها ويتحدد فى ضوئها معايير TQM، ولكن إذا نظرنا إلى الجامعة، فإننا نجد جانبا كبيراً من زبائنها هم عناصر فاعلة داخلها، فالجامعة تستهدف إنتاج المعرفة ونقلها، والإثراء الثقافى للمجتمع ولطلابها، ونقد المجتمع... إلخ.
فإذا أخذنا الطلاب على سبيل المثال فإنهم بمعيار TQM فهم زبائن، ولكنهم فى نفس الوقت عناصر فاعلة ومؤثرة داخل الحرم الجامعى ، وفي بعض الأحيان تكون منتجة علميا.
- إذا كان من ضمن رسالة الجامعة نقد المجتمع، فان الزبون هنا، وهو غالباً ما يكون السلطة أو بعض القوى الاجتماعية الأخرى، وهؤلاء سيكونوا زبائن مكرهين، وربما لا يطلبون هذه الخدمة ومن ثم فأنه فى ظل استخدام TQM قد يتضاءل هذا الدور للجامعة، وخاصة فى المجتمعات التى تعانى فى مسألة الديمقراطية.
- عادة ما تكون الإدارة العليا فى المؤسسات الصناعية هى صاحبة الكلمة العليا، وهذا يسهل لها الاتفاق على خطة لتطبيق TQM،بينما فى الجامعة فعادة ما يكون لأعضاء هيئة التدريس والطلاب من خلال المجالس التى تمثلهم دوراً فى اتخاذ القرارات،وهذا قد يشكل تحدياً للاتفاق على خطط تطبيق TQM.
التسميات
تعليم مفتوح