إن المرأة أكثر استجابة للقيم الفنية والإجتماعية والدينية ، وبعرض نتائج أحد الأبحاث المشهورة التى أجريت فى مجال السمات الخلقية، وهو البحث الذى تناول عشرة آلاف من الأطفال وكان غرضه المقارنة بين الجنسين فى السمات الخلقية الأربع الآتية: الخداع والغش ثم التعاون والإقبال على خدمة الآخرين، ثم القدرة على الصبر والمثابرة وأخيراً القدرة على ضبط النفس.
وكانت النتائج تشير إلى أن نسبة حالات الغش والخداع كانت أكبر لدى البنات فى معظم التمرينات.
وقد لايرجع هذا الإختلاف إلى فساد الخلق بل المرجح أن البنت قد تشعر بضعفها فى مجال التنافس مع الصبى فتلجأ إلى الغش والكذب لتعويض هذا الضعف ولإرضاء نزعتها إلى الظهور والتفوق.
وإذا كانت نتائج هذا الإختبار تميز البنين على البنات فعلى العكس من ذلك نجد البنات يتفوقن على البنين فى السمات الأخرى وهى التعاون والمثابرة وضبط النفس.
وكانت أكبر نسبة للإختلافات بين الجنسين فى اختبار ضبط النفس، وهذا يفسر لنا نجاح البنت فى تحقيق التكيف المدرسى أكثر من زميلها.
ويمكننا أن نستقى بعض المعلومات عن التكيف الإجتماعى من نسبة عدد الجرائم والمخالفات القانونية لدى الجنسين.
فالنتيجة التى تؤيدها جميع الإحصاءات التى عملت فى هذا الميدان هى أن نسبة الرجال أكبر بكثير إلا فى نوع واحد من الجرائم هى الجرائم والمخالفات الجنسية، ولا شك فى أن ظروف الحياة لدى الرجل تعرضه لارتكاب الجرائم والمخالفات أكثر من النساء نظراً لشدة التنافس بينهم ، كما أن القضاة أكثر تسامحاً مع النساء المتهمات منهم مع المتهمين من الرجال.
ومن الإختبارات الشخصية التى طبقت على البالغين من الرجال والنساء اختبار برنرويتر Bernreuter الذى يقيس السمات الآتية: الحالات العصبية، الإكتفاء الذاتي، الإنطواء، السيطرة، الثقة بالنفس، الصفة الإجتماعية.
وقد وجد أن النساء أكثر عرضة للمخاوف والحالات العصبية، وأكثر إنطواء وخضوعاً وأخيراً أكثر ميلاً للتجمع والتعاون الإجتماعى فى حين أن الرجال أكثر اكتفاء وثقة بأنفسهم وأكثر ميلاً إلى السيطرة.
إن كل هذه النتائج تؤكد بطريقة تجريبية ما هو شائع فى الآراء العامة عن طباع كل من الرجل والمرأة، والإتفاق هنا بين النتائج التجريبية والآراء الشائعة أكبر من الاتفاق فى مجال القدرات العقلية، فلا فرق بين الجنسين فى الذكاء وان الفروق التى تشاهد من حيث الإنتاج الفكرى يرجع إلى حد كبير إلى عدم تكافؤالفرص فى المجتمع، أما سبب الإتفاق بين العلم والرأى العام فيما يختص بالسمات الخلقية فهو أن السمات الخلقية تتأثر أكبر فى الصفات العقلية بتأثير البيئة والتربية.
فقد دلت بعض الدراسات التى تناولت القبائل البدوية على أن النظام الإجتماعى ونظام توزيع العمل بين الجنسين قد يخفف إلى حد كبير من نزعة الرجل إلى الاعتداد والسيطرة فى حين يذيد المرأة عدواناً وسيطرة.
ولكن على الرغم من تأثير البيئة والتربية فهناك بعض الخصائص الطبيعية التى تميز بين الرجل والمرأة من الوجهات البيولوجية والنفسية والاجتماعية وأن هذه الخصائص الطبيعية تحد من تأثير البيئة.
فالتربية المثالية هى التى تعتمد على التربية الأصلية محاولة تنمية الاستعدادات الفطرية وتهذيبها وإعلائها بحيث تتفق مع القيم السامية التى تكافح الإنسانية فى سبيلها قيم العدالة والمحبة.
ومن أهم الأسباب لعدم تكيف المرأة المتزوجة حديثاً استنكار أنوثتها أو الخوف اللا شعورى من الجنس الآخر والإحساس الخفى بأن العلاقة الجنسية تنطوى على الإعتداء والأذى، والتحليل النفسى يوضح لنا أسباب هذه المواقف الشاذة مرجعاً إياها إلى بعض الخبرات الطفولية وعدم تصفية بعض العقد النفسية اللاشعورية وخاصة عقدة أوديب مما يكون أحد الأسباب القوية فى شقاء الزوجين فلكى يخرج الزوج زوجته من هذه الحالة يجب أن يكون واعياً تماماً بسيكولوجية زوجتة للخروج معاً إلى حياة زوجية سعيدة.
التسميات
المرأة