المدرس القدوة الصالحة.. حث الطلاب على الالتزام بالمواعيد وأهمية الوفاء بها والصلاة والمحافظة عليها



كثير من الناس يستطيع التوجيه ويحسن القول، ولكن كم هم المعلمون الذين يدعون بأعمالهم، ويرى فيهم الطالب القدوة الحسنة؟
فيحسن بك أخي الكريم أن تكون قدوة صالحة لأبنائك، في عبادتك، وفي تعاملك، وفي سلوكك.
وبعبارة أدق أن يتفق مقالك وحالك.
إن التناقض بين القول والعمل، والظاهر والباطن، وازدواجية التوجيه وتناقضه، كل ذلك من أكبر مشكلات الجيل المعاصر، وذلك كله نبات بذرة خبيثة واحدة، ألا وهي عدم العمل بالعلم، والمأمول منك أخي المدرس أن تسهم في اجتثاث هذه النبتة السوء، لا أن تسهم دون قصد في سقيها.
ولذا يقول الشافعي موصياً مؤدب أولاد الخليفة الرشيد:"ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما تستحسنه، والقبيح عندهم ما تكرهه".
وها هو ابن مسعود- رضي الله عنه - يقول:"من كان كلامه لا يوافق فعله فإنما يوبِّخ نفسَه".
ويرى الغزالي أن الوظيفة الثامنة للمعلم: "أن يكون عاملاً بعلمه، فلا يكذب قوله فعله؛ لأن العلم يدرك بالبصائر، والعمل يدرك بالأبصار، وأرباب الأبصار أكثر، فإذا خالف العلم العمل منع الرشد، وكل من تناول شيئاً وقال للناس لا تتناولوه فإنه سم مهلك؛ سخر الناس به، واتهموه، وزاد حرصهم على ما نهوا عنه، فيقولون: لولا أنه أطيب الأشياء وألذها لما كان يستأثر به" (إحياء علوم الدين (1/97).) .
فالمدرس الذي يتحدث لطلابه عن أهمية الصلاة والمحافظة عليها، وحين يصلّون في المدرسة يرونه في آخر الصفوف أو"الذي يحث طلابه على الالتزام بالمواعيد وأهمية الوفاء بها، ثم يحضر إلى دروسه متأخراً يمحو بتصرف واحد عشرات الأقوال التي يصبُّها في آذانهم"(المعلم والمناهج وطرق التدريس لأستاذنا: د. محمد مرسي (21).