الآثار التربوية للتربية بالمداعبة: الراحة النفسية وتحقيق التواصل بين المربي والمتعلم



أسلوب المداعبة من أنجع الأساليب التربوية التي لها أبلغ الأثر في تربية النفوس ، كما أنها تعد من حسن الخلق ، وسماحة النفس ، وكرم الطبع ، ولين الجانب ، ومحبة الآخرين ..
إن المربي الناجح هو الذي يسخّر كل طاقاته وإمكانياته لخدمة رسالته التي يحملها ، حتى وهو يداعب غيره ويلاطفه ، حين يستغل هذه الفرصة التي تتهيأ فيها النفوس لاستقبال النصيحة ، وهذا ما أدركه رسول الله  ص  وهو يربي أصحابه بآيات الله والحكمة ، فقد كان يداعبهم ويمازحهم ويدخل السرور على أنفسهم ، حتى ثار في أنفسهم العَجب من ممازحته  ص لهم ، فقال قائلهم : إنك تداعبنا يا رسول الله ! فكان الجواب يتضمن تقرير هذا المبدأ ، مع زيادة في الجواب تبين أن صاحب الرسالة وهو يداعب غيره من زوجة وأهل وولد وصديق ، لا يتنازل عن مبادئه التي يحملها ، فلا يكون جاداً في مواطن الجد متهتكاً في مواطن المزاح ، بل إن مواطن المزاح والمداعبة لتستغل في التوجيه والتربية والإصلاح استغلالاً يجعل الحياة كلها لله تعالى ..
إن المحصلة النهائية من الدعابة تكمن فيما يلي:
1- إدخال السرور على النفس.
2- تزيل الملل الذي ربما يعلق بالنفس نتيجة لما قد يعترض الإنسان في حياته من الهموم والأحزان.
3- تبعث على النشاط والمرح والضحك الذي يغير روتين الحياة.
4- تثير في النفس محبة الناصح والراحة النفسية عند لقائه.
5- تَقَبُّل النصيحة والموعظة والتربية ، بنفسية منشرحة.
على أن القصة التي ترد وفيها من صور المداعبة ما فيها، تشتمل على جوانب تربوية أخرى ، يحددها طبيعة الشخص والمواقف والملابسات والظروف التي تصنع هذا الحدث ..
وعوداً على بدء .. ففي قصة خوات بن جبير رضي الله عنه، جوانب تربوية عظيمة، فبالإضافة إلى أنها أسلوب رائع من الأساليب التي تشرح الصدر وتثير مكامن السرور في النفس ، فإنها قد تضمنت عدد من الأثار:
1- التعامل مع الإنسان في تربيته على أنه عرضة للوقوع في الخطأ.
2- التعامل مع الإنسان على أنه كائن له غرائز وشهوات.
3- نظرة الإسلام إلى الإنسان على أنه غير معصوم من الخطأ.
4- دعوة المسلم إلى حسن المظهر ، ليكون في وجوه الناس كأنه شامة.
5- الحذر من الكذب الذي يهدي إلى الفجور ، ثم إلى النار.
6- التعريض في الحديث حين لا يريد الإنسان الإدلاء بالحقيقة لمصلحة ما ، فإن في المعاريض لمندوحة عن الكذب.
7- التكرار – المعتدل – في عرض أسلوب التربية والتوجيه لتتحقق الفائدة المرجوة منه.
8- الدعاء للمسلم المخطئ وتكرار ذلك.
9- الحذر من التكرار الممل الذي يبعث السآمة في النفوس ، أو لربما كان سبباً في تبلد الإحساس.