الأطراف المشاركة في العمل التربوي بجانب المدرس.. مساهمة الأسرة والمدرسة في العمل التربوي



هل العمل التربوي عمل خاص بالمدرس أو المعلم وحده أو هناك أشخاص آخرون يعتبرون مسئولين عن تربية وتعليم الطفل؟
هل المدرسة هي التي تعلم للطفل كل شيء؟

لا شك أن هذه الإشكالية مطروحة بشدة إذ أننا نلاحظ أن الأسرة تضع كل المسؤولية على عاتق المدرسة من أجل تعليم وتربية الطفل.

وهذا خطأ لأن المدرسة لا تعلم إلا على التوجيه فقط بحيث على الأسرة أيضا أن تراقب الطفل لأن الطفل يتأثر ببيئات أخرى مختلفة: البيئة الجغرافية والاجتماعية والبيئة الحضرية.

وكل هذه البيئات تؤثر في عملية النمو إضافة إلى الأسرة وهي الخلية الأولى التي يوجد ضمنها الطفل إذ أنه يتلقى المبادئ الأولى قبل أن ينتقل إلى المؤسسة الاجتماعية الثانية وهي المدرسة التي يقضي فيها معظم أوقاته.

إذ أن نقل الطفل إلى المدرسة لا يعني الاعتماد على المعلم وحده، بل يجب أن تتظافر جهود كل من الأسرة والمدرسة من أجل مساعدة الطفل على التكيف مع الظروف الجديدة إذ الأسرة طرف هام من الأطراف المساهمة في العمل التربوي.

وهنا يمكن لها أن تؤدي الدور الإيجابي كما يمكن أن يكون دورها سلبيا في حالة إهمالها لهذا الجانب التربوي.

 الشارع هو أيضا جانب مساهم في هذه المهمة، فالطفل ينقسم اليوم وقته بين المدرسة والبيت والشارع لكن أغلب الأوقات تأخذها كل من المدرسة والشارع.
إن للشارع تأثيرا كبيرا على شخصية الطفل من جميع النواحي خصوصا الناحية التربوية.

فالطفل يهرب من البيت إلى الشارع وفي بعض الأحيان من المدرسة قصد الشارع وذلك من أجل اللعب، فهل نمنعه من هذا الجانب بصفة نهائية إذ هو على اتصال به شئنا أم لم نشأ؟ خصوصا وأن الطفل يحتاج إلى هذه الفاعلية باعتبارها ليست تضييعا للوقت بل في بعض الأحيان عبارة عن إفراغ لطاقة زائدة.

أي اللعب ليستعيد الطفل نشاطه من جديد، وفي الشارع يمكن للطفل أن يتصل بأطفال آخرين وبين هؤلاء اختلافات كبيرة وكثيرة كل منه يؤثر ويتأثر بالآخرين، وإما أن يكون لهذا التأثير نتائج سلبية أو إيجابية.

المهم أن الشارع كمؤسسة اجتماعية له دور في العملية التربوية، وهناك مؤسسة أخرى مثل وسائل الإعلام، فالطفل في  مرحلة معينة يعطي كل اهتماماته لهذه الوسائل.

إلا أنه يجب أن تكون هناك رقابة اتجاه هذه الوسائل أي يجب أن يحرص الآباء على ألا تأخذ كل وقت الطفل وبالتالي هذه الأشرطة أو البرامج يجب أن تكون في مستوى الطفل العقلي والإجتماعي.