الوقت والعبادة ما الأثمن من الآخر؟ ربما تمنى المحتضر سويعات ليعبد أو يصلي !



الوقت والعبادة ما الأثمن من الآخر؟

إضاءات في الوقت:

- أضعنا الكثير من الأوقات في الحديث عن ضياع الأوقات!
- ربما تمنى المحتضر سويعات ليعبد أو يصلي ! لكن تأمل كم من الساعات ضيعها قبل في النوم؟ أو في الغفلة؟ أو في المعصية؟ أو في حديث مسترسل لا يجدي، أو مجلس أنس لا ثمرة تحته، أو عمل طيب ولكن غفل عما هو أنفع منه وأطيب؟ والله المستعان.

إضاءات في العبادة:

شتان بين عابد يدرك أن عمله فضل من الله واهب الروح والجسد، مانح الإرادة والتوفيق فيشعر بحاجته إلى شكر المنعم كلما تجدد له عمل، أو حببت إلى نفسه عبادة، وبين عامل يرى ذاته فيما يعمل، فيدرك الصورة، وهي أن الله هو مسدي كل نعمة، والمانّ بكل موهبة، فهذا خليق أن يعجب امتناناً وشكراً وشعوراً بالتقصير في أداء حق الخالق المتفضل تعالى.

أعمال القلوب:

ويكفي أن تدرك أن أفضل الأعمال والعبادات ـ على الإطلاق ـ هي أعمال القلوب من محبة وخوف ورجاءٍ، حيث لا تقع تلك الأعمال إلا خالصةً نقيةً، أو لا يتصور فيها عجب ولا رياء متى وقعت على حقيقتها والله أعلم.

الإشراق بكثافة المعصية والشهوة الحرام:

ربما رفع الله العبد، وقتاً ما، إلى أفق نوراني مشرق، يتخفف فيه من وطأة الجسد والمادة، ويستشعر نعيم الأنس بالله، خاصةً حال الصلاة والتلاوة، وهذه الأويقات النزرة الشفيفة حجة على العبد من جهة أنها أرته الغاية التي يجب أن تنبعث نفسه إليها، وحددت له معالم الطريق، وأعطته بالتجربة الحية ثمرة تَوجّه القلب إلى الله، ومن جهةٍ أنه يعلم أن انصراف النفس عن هذا المقام الرفيع حرمان ما بعده حرمان، فكيف إذا حجب قلبه عن هذا النور وهذا الإشراق بكثافة المعصية والشهوة الحرام؟!

ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور:

وربما فرح العبد بتلك اللحظات ـ وحق له أن يفرح ـ لكنْ الشأن في رسوخ القلب واستقراره، وإلا فقد يكون ما لمحه وميض برقٍ خلّب (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور) واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آيتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ... ([اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور، وأن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير).
سلمان بن فهد العودة