تدرج التربية الإسلامية: نزول القرآن الكريم منجّما مدرسة تربوية في الإسلام



حكمة نزول القرآن الكريم منجّما:

إن نزول القرآن الكريم منجّما على مدار 23 عامًا حكمة إلهية عظيمة اتّسمت بالرّحمة والتّدريج، مُتوافقة مع سنن التربية النبوية وفطرة الإنسان.

فما هي فوائد نزول القرآن الكريم منجّما؟

  • التّيسير على المسلمين: لم يُكَلّف المسلمون بجميع الأحكام الشرعية دفعة واحدة، بل نزلت تباعًا حسب الحاجة والأحداث، ممّا سهل عليهم فهمها وتطبيقها.
  • معالجة المستجدات: واكب نزول القرآن الكريم التطورات والأحداث التي واجهتها الدولة الإسلامية الناشئة، فنزلت آيات تتناسب مع تلك المواقف وتُقدّم حلولًا لها.
  • تربية الرّسول (ص): كان نزول القرآن الكريم يُواكب تربية النبي (ص) وتقوية إيمانه، فكان كلّما نزل أمر جديد ازداد علمه وتقواه.
  • تربية الأمّة: تدرّجت تربية الأمة تربية روحية ونفسية واجتماعية، فلم تُفرض عليهم الأحكام دفعة واحدة، ممّا سمح لهم بالاستعداد والتّكيف.

أمثلة على التّدرج في نزول القرآن:

  • فرض الجهاد: بدأ الأمر بالترغيب في الجهاد، ثم فرضه على الكفاية، ثم فرضه على الجميع.
  • تحريم الخمر: حُرّم الخمر على 3 مراحل: ممّا يسكر كثيرًا، ثم ممّا يُسكر خفيفًا، ثم حُرّم نهائيًا.
  • فرض العبادات: فرضت الصلاة في السنة العاشرة، والصوم في السنة الثانية، والحج في السنة التاسعة للهجرة.

مُقارنة بأقوال العلماء:

  • الإمام الغزالي: يُؤكّد على أهمية التّدرج في التعليم، بدءًا بما يسهل على الطالب فهمه.
  • ابن خلدون: ينادي بضرورة التّدرج في تعليم الصبيان، مُراعيًا قدراتهم، بدءًا بالإجمال ثم التفصيل ثم التّعميق.

خاتمة:

إن نزول القرآن الكريم منجّما يُجسّد حكمة إلهية عظيمة، تُراعي فطرة الإنسان وظروفه، وتُؤسّس لتربية روحية ونفسية واجتماعية مُتوازنة.


ليست هناك تعليقات