طبيعة أعمال التلميذ خارج القسم الحياتية والجماعية أو الفردية والتعليمية.. أعمال حياتية وأعمال جماعية أو فردية تلقائية أو منظمة وأعمال تعليمية متينة الصلة بالدروس وبالنشاط التعليمي



طبيعة عمل التلميذ خارج القسم:

يقوم التلاميذ خارج قاعات الدراسة بأعمال كثيرة و نشاطات متنوعة لا تقبل االحصر، لكن يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:

1- أعمال حياتية مختلفة:

لا تنتظمها أطر محددة يمارسها التلاميذ في نطاق حياتهم العادية، لا علاقة لها بالدراسة والحياة المدرسية.

2- أعمال جماعية أو فردية تلقائية أو منظمة:

يمارسونها في إطار نشاطات تربوية موازية قد لا تكون ذات علاقة مباشرة بنشاطهم التعليمي في المعهد والمدرسة، ولكنها تقدم دعما قويا للعملية التربوية وتساعد على تهذيب ميول المتعلمين وتنمية ملكاتهم وتحسين كفاءاتهم.

ويمكن للمربين رعايتها والمساهمة في إثرائهـا، والاستفادة منها لدعم جهودهم التربويــة والتعليميــة: مثل المطالعة وريادة المكتبــات، ومثل الممارسات الفنية والتقنيــة في إطار نشاطات النوادي المدرسية والجمعياتية، الثقافية منها والشبابية  الرياضية...الخ.

3- أعمال تعليمية متينة الصلة بالدروس وبالنشاط التعليمي في القسم:

تمهيدا وتحضيرا أو تكميلا وتطبيقا لما تلقاه التلاميذ أو سوف يتلقونه في قاعة الدرس.

ولئن كان النوع الأول مستعصيا على الحصر، لا يعني المربين أمره، إذ لا سلطة لهم عليه ولا يملكون القدرة على التدخل فيه لغاية تنظيمه، فإن النوع الثاني حري باهتمام البحوث والدراسات التربوية، وجدير بأن يكون موضوع ملتقيات و ندوات تعنى بدراسته، وتحديد سبــل تنظيمه وإثرائـــه، وكيفية توجيهه ليكون في خدمة العمليـة التربوية.

ولكنه على الرغم من أهميته تربويا فهو ليس موضوع بحثنا هذا الذي ينبغي أن ينصب الاهتمام فيه على النوع الثالث من الأعمال التي يمارسها التلاميذ خارج القسم، وهي الأعمال التي يكلفون بها من قبل أساتذتهم لغاية التمهيد لدرس بعينه أو تكميله.

عمـل التلميذ خارج القسم:

من هذا المنطلــق تصبح عبارة (عمـل التلميذ خارج القسم) مصطلحــا تربويا محدد الدلالة يطلق على جملة الأعمال ذات المضامين التعليمية التي يمارسها التلاميذ خارج قاعات الدراسة تكميلا أو تمهيدا لــدرس أو مجموعة من الدروس التي أنجــزوها أو سوف ينجزونها في الفصل، وهو نشاط يمكن حصره في نوعين رئيسيين:

أعمال تمهيدية سابقة عن الدرس:

يمارسها التلاميذ بتكليف مسبق من أستاذهم بشكل صريح أو ضمني، وتنجز تلك الأعمال في أحد إطارين:

أ)- في إطار عمل تحضيري عادي:

يقوم به التلاميذ تلقائيـا بحكم العادة أو بتكليف صريح من الأستاذ وهي أعمال يحتاج إليها على وجه الخصوص في المواد الإنسانية اللغوية منها والاجتماعية والفكرية مثل حاجة الدرس إلى قراءة التلاميذ نص الاستثمار والاطلاع عليه مسبقا ومحاولة فهمه فهما أوليا و الاستفادة المبدئية من جهازه البيداغوجي.

ب)- في إطار أعمال تمهيدية منظمة:

لا يمارسها التلاميذ من تلقاء أنفسهم و إنما تكون بتكليف من الأستاذ يوجههم إليها بواسطة أسئلة محددة ترسم لهم ملامح العمل المطلوب منهم إنجازه قبل الدرس إما في شكل بحث مسبق يجيبون فيه عن أسئلة محددة و إما في صورة تكوين ملف لدراسة ظاهرة طبيعية أو اجتماعية أو تاريخية ...الخ.

أعمال تطبيقية لاحقة:

قد تكون في شكل تمارين منزلية وقد تكون في شكل أعمال تطبيقية تساعد التلاميذ على ممارسة ما درسوه في القسم و تطبيقه فعليا في الواقع العملي.