ما ينزهُ عنه البيت المسلم للحفاظ على بنائه الأخلاقي وتماسكه الاجتماعي

أما ما ينزه عنه البيت المسلم فإنها أمور كثيرة منها:

1- إن أول ما يجب أن يطرد من البيت المسلم الشيطان وأعوانه: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (6) سورة فاطر.

العدو لا يمكن أن تسمح له بدخول البيت، فكيف بأعدى الأعداء الذي كان سببا لخروج أبيك آدم عليه السلام من الجنة! وهو يحرص كل الحرص على أن يبعدك أيضا من الجنة، فهذا الشيطان يجب أن تبعده عن بيتك.

كيف تبعد الشيطان؟

إن هناك أموراً تمنع دخول الشيطان، كما أن هناك أموراً تجلب الشيطان، فمن الأمور التي تمنع دخوله:

- قراءة سورة البقرة:
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ « لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِى تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ »[1].

- ذكر الله جل و علا:
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ (ص) يَقُولُ «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ ».[2].

فالشياطين تدرك العشاء والمبيت بترك ذكر الله، ومعنى هذا أن الشياطين ينامون معك في بيتك.

ولهذا أمر النبي (ص) المسلم إذا دخل بيته أن يقول: إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ فِى بَيْتِهِ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ثُمَّ لْيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ ».[3].

أن يكون بيتا معموراً بالطاعات:

أخي الكريم، إن الشيطان لا يجتمع أبدا مع  طاعة الرحمن. فالقلب الذي ملئ بالطاعة والذكر لا يمكن أن يكون مكاناً للشياطين ، ولا موئلاً لهم، فكلما جاءت الشياطين ووسوست فيه ، ذكر الإنسان ربه ، فخنست الشياطين وهربت منه، فكذلك البيوت، كلما وجدت فيها الصلوات والطاعات كلما هربت الشياطين وابتعدت، وكلما كان بيتك خالياً من الصلاة لرب العالمين ، ومن الذكر ، ومن تلاوة القرآن كلما كان ذلك أدعى أن يتواجد فيه الشيطان .

2- الحرص كل الحرص أن تبعد عن بيتك الأمور التي تجلب الشيطان:

 فما هي الأمور التي تجلب الشياطين؟

- إن الشياطين تتنزل على الكذب والإفك {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) } [الشعراء/221-223].
فالبيت المعمور بالكذب، والغيبة ،والنميمة، وأكل الأعراض ؛حَرِيٌّ أن تجتمع فيه الشياطين.

- ومما يجلب الشياطين أن يكون البيت محلًّا للنجاسات، فإن الشياطين تحبُّ النجاسات وهي أماكنها، لأنها أرواح خبيثة فناسبت أن تكون في الأماكن الخبيثة.

- ومما يجلب الشياطين الصور والتماثيل وكذلك الكلاب،ولذلك فإن الشياطين قد تتصور أحيانا في صور الكلاب السود ولذلك فإن النبي (ص) قد حذر من أن تكون الكلاب في بيوت المؤمنين.

3- مما يجب أن ينزه عنه بيت المسلم ليكون بيتا صالحا نقيا مؤمنا الأغاني الخليعة:

فهي وسيلة من وسائل الشيطان لإغواء بني آدم، وربنا جل وعلا حذرنا في كتابه منها، بل وأخبرنا أنها من وسائل الشيطان {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} (64) سورة الإسراء.

قال بعض أهل العلم: صوت الشيطان هو الغناء، وهو المزمار. فالأغاني الخليعة من الأمور التي حرمها الله ورسوله.
قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان.

فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهَا؟ فَقَالَ: الْغِنَاءُ، وَالَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُو[4]َ..
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : الْغِنَاءُ وَشِرَاء الْمُغَنِّيَةِ.[5]
وعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِى الْقَلْبِ.[6]

ووالله إن هذا لواقع ملموس، وانظر عن يمينك وعن شمالك لترى مصداق ذلك أمام عينيك، انظر إلى الناس الذين فتنوا بالأغاني وباستماعها، انظر كم يقرؤون القرآن؟ انظر هل يتلذذون بقراءة القرآن؟ هل تخشع قلوبهم للقرآن؟
إن القرآن كلام الرحمن، وإن الغناء مزمار الشيطان وهما لا يجتمعان في قلب إنسان.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِىُّ حَدَّثَنِى أَبُو عَامِرٍ - أَوْ أَبُو مَالِكٍ - الأَشْعَرِىُّ وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِى سَمِعَ النَّبِىَّ (ص) يَقُولُ « لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِى الْفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا. فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ »[7].

فهم يستحلون الزنا، والحرير محرم على ذكور الأمة وحلال لإناثها ، والخمر والمعازف، فهم يستمعون لها استماع المستحل، وكأنها أمر حلال - وإنّا لله وإنّا إليه راجعون - وما ظنك يا أخي بقلب ملأ بحب الأغاني؟ وفتنته الموسيقى بشتى أنواعها! أتظن أنه قلب يجاهد؟ أتظن أن الأمة الراقصة تستطيع أن تحرر مقدساتها؟ لا والله.

لقد قاتل العرب على أنغام أم كلثوم في عام1967 فهزموا شر هزيمة، وقاتل الأفغان بصيحة لا إله إلا الله والله أكبر، فزلزلوا إمبراطورية عظيمة، فتهاوت الشيوعية رغم أن ما معهم إلا أسلحة بدائية ! فانظر الفارق بين الحربين!

إن الأمة التي فقدت أرضها، والأمة التي استذلت، والأمة المنهكة التي تتخذ القرارات من خارج ديارها، من هيئة اليهود ومن مجلس الظلم الدولي، هذه الأمة ينبغي ألا تكون أمة راقصة، بل إن الرقص إنما يكون للسفلة.

وإن الأغاني إنما تكون لأهل اللهو والمجون، أما أهل الجد الذين عزموا على أن يحرروا أرضهم، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة مهما كثرت مؤتمرات الاستسلام؛ فإنهم جادون وليسوا من أهل العبث ولا من أهل الهزل ، فهم الذين يطهرون بيوتهم عن الأغاني، سواءٌ كانت في المذياع أو التلفزيون أو الفيديو أو المسجل أو كانت في غير ذلك.

4- أن يكون خاليا من المجلات الخليعة ومن الجرائد المسمومة الخبيثة:

إن البيت المسلم يترفع عن أن تكون فيه الخبائث، ومن الخبائث في عصرنا هذا مسلسلات الحب والغرام التي تفتن شباب المسلمين وبناتهم ، إنها تدعو إلى الفواحش، إنها وسيلة للوقوع في الزنا.

فاحذر ثم احذر ثم احذر أن تترك أبناءك وبناتك  ينظرون إلى هذه المسلسلات الغرامية فإنها شر، وإنها تأخذ بالقلوب، وكذلك هذه المجلات الخليعة التي لا هم لها إلا المتاجرة بالغرائز، ولا هم لها إلا العبث بصورة المرأة وكأن المرأة سلعة، فإذا أرادوا أن تكثر المبيعات من مجلة وضعوا عليها امرأة فأصبحت المرأة المسكينة المظلومة وسيلة من وسائل الدعاية!!

والإسلام كرمها، الإسلام رفعها، والإسلام أعلى منزلتها فجعلها جوهرة ثمينة ودرة مصونة، ثم احذر من الجرائد المسمومة، فإنها تدس الشر من حيث لا تشعر، وإنها تخلط السمن بالعسل، فعندما ترى خارجها تجد أنه لذيذا، وعندما تتأمل ما في باطنها تجد فيه الموت الأحمر، فاحذر يا أخي من تلك الجرائد والمجلات، ومنها مجلة سيدتهم، ومجلة النهضة، واليقظة، وروز اليوسف، وأمثالها من تلك المجلات الساقطة، ومن الجرائد جريدة الشرق الأوسط وأمثالها من تلك الجرائد التي دأبت على معاداة أولياء الله، وعلى الطعن في هذا الدين.

5- لا تترك لأولادك مجالا فيبقوا أمام أفلام الكرتون طويلاً إلا إذا كانت إسلامية:

 فكثير من الأسر تظن أنها شيء سهل ويسير ولكنها خطيرة جدا إن فيها طعن في العقائد، وعبث بالأخلاق وفيها إفساد للقيم من حيث لا تشعر، وإذا أردت أن تعرف حقيقة هذا فاجلس أمامها وتأمل، ثم انظر فستجد الطعن في العقائد والأخلاق وفي القيم،إلا ما ندر، والناس في هذا متساهلون لأنها تجذب الأولاد وتأخذ منهم وقتا عن العبث واللهو، ووالله إن العبث واللهو خير من إفساد القيم والأخلاق والعقائد.

6- يجب أن ينزه بيت المسلم عن الصور والتماثيل:

 فالصور أمرها خطير، وأول شرك وقع في هذه الأرض وأول تحريف للتوحيد كان بسبب الصو، ولذلك فإن النبي (ص) قد حذر منها ، بل قد تواترت الأحاديث في التحذير من الصور، فعَنْ مُسْلِمٍ قَالَ كُنَّا مَعَ مَسْرُوقٍ فِى دَارِ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ، فَرَأَى فِى صُفَّتِهِ تَمَاثِيلَ فَقَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ (ص) يَقُولُ « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ »[8]

وعَنْ أَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ قَالَ قَالَ لِى عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ[9].

ألا تدع صورة إلا طمستها، وطمسها يكون بطمس وجهها، فبعض الناس يظن بأنه إذا فصل الرأس عن الجسد انتهى الأمر وليس بصحيح، بل إن الأمر معلقا بالوجه، فإذا طمس الوجه لن يعرف الشخص، وأما إذا بقي الوجه عرف أن هذا هو فلان، فإذًا يا أخي لا تقصر في طمس الصور ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وكذلك التماثيل بل هي أشد تحريما، لأن التماثيل صور مجسمة فهي أدعى لأن يفتتن الناس بها، فعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ « لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةُ تَمَاثِيلَ »[10].

إن الناس في عصرنا قد ابتلوا بألوان شتى من الصور، ابتلوا بها في الثياب، وفي السيارات، وفي أثاث البيت، كما ابتلوا في تعليقها في المكاتب، وفي المنازل للاحتفاظ بها، وربما يكون للتعظيم ، وهذا يكون أشد ضررا وهو ذريعة للشرك إذا علقت الصور تعظيما، تجدها كثيرا في ملابس الأطفال، إذا اشتريت لأطفالك ملابس فانظر إليها فلعل يكون فيها صورا محرمة ولو أن المسلمين قاطعوا الملابس التي فيها صور لأضطر التاجر أن يورد ملابس لا صور فيها، واضطرت المصانع أن تصنع ملابس لا صور فيها، والذين لهم خبرة في هذا المجال يعرفون بأن المصانع إنما تصنع على حسب الطلب، فإذا طلبت منها مواصفات معينة صنعت كما تريد، فيا تجار المسلمين،اتقوا الله تعالى ولا توقعوا أنفسكم في الإثم، ثم توقعوا إخوانكم المسلمين في الإثم ، ومن تسبب في وقوع المسلمين في سيئة فليحذر من وزرها ووزر من عمل بها.

7- السباب واللعن والكلام البذيء، والكلام الساقط القذر:

كل هذه من الأمور التي ينزه عنها بيت المسلم وينبغي ألا يسمعها الأطفال، والطفل يحفظ ما يسمع، فإذا سمع ألفاظ الشتيمة من لعن وسب، وسمع الألفاظ الدونية .. الألفاظ السوقية؛أخذ يتكلم بها وظهرت على لسانه، وأما إذا سمع ذكر الله وسمع التسبيح والتهليل والتكبير، فإن ذلك أيضا سيكون على لسانه، و فعَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) : لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ اللِّعَانِ، وَلاَ الْبَذِيءِ، وَلاَ الْفَاحِشِ.[11].

[1]- صحيح مسلم (1860)
[2]- صحيح مسلم (5381)
[3]- سنن أبى داود (5098 ) والشاميين(1674و1675) والصحيحة (225) وصحيح الجامع (839) حسن لغيره
[4]- مصنف ابن أبي شيبة  (ج 6 / ص 309)(21537) صحيح
[5]- مصنف ابن أبي شيبة  (ج 6 / ص 309)(21538) صحيح
[6]- السنن الكبرى للبيهقي (ج 10 / ص 223)(21535) صحيح لغيره
[7]- صحيح البخارى(5590) معلقا بصيغة الجزم وهو صحيح -الحِر: الفرج والمعنى يستحلون الزنا
[8]- صحيح البخارى(5950)
[9]- صحيح مسلم (2287) -المشرف: المرتفع عن الأرض
[10]- صحيح البخارى(3225)
[11]- صحيح ابن حبان - (ج 1 / ص 421)(192) صحيح

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال