قال الشاعر العربى:
والليالي من الزمان حُبالى مثقلات يلدن كل عجيب.
وأعجب العجب ما يرويه ابن عبد ربه عن النساء من لطائف وطرائف، فتعال نستمتع معا ببعض ما تضمنته كتب التراث وجمعه لنا ابن عبد ربه فى موسوعته الكبرى العقد الفريد، وكشفت لنا عنه الأيام والليالى من أخبار النساء.
وعلى الغانيات جر الذيول لابن أبى ربيعة فى مقتل زوجة المختار:
لما قتل مصعب بن الزبير ابنة النعمان بن بشير الأنصارية زوجة المختار بن أبى عبيد أنكر الناس ذلك عليه وأعظموه لأنه أتى بما نهى رسول الله عنه فى نساء المشركين، فقال عمر بن ابى ربيعة:
إن أعظم الكبائر عندي قتل حسناء غادة عطبول
قتلت باطلا على غير ذنب إن لله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول
الخوارج وامرأة أرادوا قتلها من ينشأ فى الحلية:
ولما خرجت الخوارج بالأهواز أخذوا امرأة فهموا بقتلها، فقالت لهم أتقتلون من ينشأ فى الحلية وهو فى الخصام غير مبين، فأمسكوا عنها.
جارية لأمية وراغب في زواجها أنت أسد فاطلب لنفسك لبؤة:
قال وحدثنا بعض أصحابنا أن جارية لأمية بن عبد الله بن خالد ابن أسيد ذات ظرف وجمال مرت برجل من بني سعد وكان شجاعا فارسا، فلما رآها قال طوبى لمن كانت له امرأة مثلك. ثم إنه أتبعها رسولا يسألها ألها زوج، ويذكره لها، فقالت للرسول ما حرفته، فأبلغه الرسول قولها، فقال ارجع إليها فقل لها:
وسائلة ما حرفتي قلت حرفتى مقارعة الأبطال فى كل شارق
إذا عرضت لى الخيل يوما رأيتنى أمام رعيل الخيل أحمى حقائقي
وأصبر نفسى حين لاحر صابر على ألم البيض الرقاق البوارق
فأنشدها الرسول ما قال، فقالت له ارجع إليه وقل له أنت أسد فاطلب لنفسك لبؤة فلست من نسائك، وأنشدت هذه الأبيات:
ألا إنما أبغي جوادا بماله كريما محياه قليل الصدائق
فتى همه مذكان خود كريمة يعانقها بالليل فوق النمارق
ويشربها صرفا كميتا مدامة نداماه فيها كل خرق موافق
المغيرة وغلام حارثي لا خير لك فيها:
وعن الشعبي قال سمعت المغيرة بن شعبة يقول: ما غلبني أحد قط إلا غلام من بنى الحارث بن كعب، وذلك أننى خطبت امرأة من بني الحارث وعندي شاب منهم، فأصغى إلي فقال أيها الأمير لا خير لك فيها. قلت: يا ابن أخي ومالها؟. قال إني رأيت رجلا يقبلها. قال: فبرئت منها، فبلغني أن الفتى تزوجها. قلت ألم تخبرني أنك رأيت رجلا يقبلها. قال: بلى رأيت أباها يقبلها.
لا تتزوج امرأة تنظر فى يدها:
قال أبو سعيد: صحبت ابن سيرين عشرين سنة فقال لي: يوما يا أبا سعيد إن تزوجت فلا تتزوج امرأة تنظر فى يدها، ولكن تزوج امرأة تنظر في يدك.
ما الحب إلا للحبيب الأول بين جارتين:
عن محمد بن الحكم عن الشافعي قال تزوج رجل من الاعراب امرأة جديدة على امرأة قديمة، وكانت الجارية الجديدة تمر على باب القديمة فتقول: وما يستوي الرجلان رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلت.
ثم مرت بعد أيام فقالت وما يستوى الثوبان ثوب به البلى وثوب بأيدى البائعين جديد.
فخرجت إليها الجارية القديمة فقالت:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما القلب إلا للحبيب الأول
كم منزل فى الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل
أعرابى وولي امرأة:
قال الأصمعي: أخبرني أعرابي فقال: خطب منا رجل مغموز امرأة مغموزة فزوجوه، فقال رجل لولي المرأة تعمم لكم فلان فزوجتموه. فقالوا ما تعمم لنا حتى تبرقعنا له.
أعرابية تنصح بنات عمها:
أبو حاتم عن الأصمعي قال: قالت أعرابية لبنات عم لها السعيدة منكن من يتزوجها ابن عمها فيمهرها بتيسين وكلبين وعيرين ورحيين، فينب التيسان، وينهق العيران، وينبح الكلبان، وتدور الرحيان، فيعج الوادي. والشقية منكن من يتزوجها الحضرمي، فيكسوها الحرير، ويطعمها الخمير، ويحملها ليلة الزفاف على عود تعني سرجها.
قال الأصمعى سمعت أعرابيا يشار امرأته فقالت لها أخته أما والله أيام شرخه إذ كان ينكتك كما ينكت العظم عن مخه، لقد كنت له تبوعا ومنه مسموعا، فلما لان منه ما كان شديدا وأخلق ما كان جديدا تغيرت له، أما والله لئن تغير منه البعض لقد تغير منك.
الكل لأعرابى فى زوجته:
وقيل لأعرابى كيف حبك لزوجتك؟ قال: ربما كنت معها على الفراش فمدت يدها إلى صدري، فوددت والله أن آجره خرت من السقف فقدت يدها وضلعين من أضلاع صدري، ثم أنشأ يقول:
لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتى ولكن قرين السوء باق معمر
فيا ليتها صارت إلى القبر عاجلا وعذبها فيه نكير ومنكر لآخر
ذهب الذي كان يصلح بيننا:
وتزوج أعرابى امرأة فطالت فى صحبتها له فتغير لها وقد طعنت فى السن، فقالت له: ألم تكن ترضى إذا غضبت، وتعبت إذا عتبت، وتشفق إذا أبيت، فما بالك الآن؟ قال ذهب الذي كان يصلح بيننا.
الأصمعي وأعرابى طلق زوجته:
قال الأصمعى كنت أختلف إلى أعرابى أقتبس منه الغريب، فكنت إذا استأذنت عليه يقول: يا أمامة إيذنى لي، فتقول: ادخل فاستأذنت عليه مرارا فلم أسمعه يذكر أمامة. فقلت له: يرحمك الله ما أسمعك تذكر أمامة منذ حين. قال: فوجم وجمة ندمت على ما كان منى، ثم قال: ظعنت أمامة بالطلاق ونجوت من غل الوثاق
بانت فلم يألم لها قل بي ولم تدمع مآقي
ودواء مالا تشت تهيه النفس تعجيل الفراق
والعيش ليس بطيب ب ين اثنين فى غير اتفاق
لو لم أرح بفراقها لأرحت نفسى بالإباق
أعرابى طلق امرأته:
قال الأصمعى تزوج أعرابى امرأة فآذنته وافتدى منها بحمار وجبة، فقدم عليه ابن عم لها من البادية فسأله عنها، فقال:
خطت إلى الشيطان للحين بنته فأدخلها من شقوتى فى حباليا
فأنقذنى منها حمارى وجبتى جزى الله خيرا جبتى وحماريا
أعرابي بين يدى زياد:
قال الأصمعي: خاصم أعرابى امرأته إلى زياد، فشدد على الأعرابي، فقال: أصلح الله الأمير، إن خير الرجل آخره يذهب جهله، ويثوب حلمه، ويجتمع رأيه، وإن شر عمر المرأة آخره، يسوء خلقها، ويحد لسانها، وتعقم رحمها، قال له صدقت اسفع بيدها.
قال وذكرت أعرابية زوجها وكان شيخا فقالت ذهب ذفره وبقى بخره وفتر.
قال الأصمعي: كان أعرابي قبيح طويل خطب امرأة فقيل له أي ضرب تريدها؟ قال: أريدها قصيرة جميلة فيأتي ولدها فى جمالها، وطولى فتزوجها على تلك الصفة. فجاء ولدها فى قصرها وقبحه.
قدم أعرابى من طيء فاحتلب لبنا ثم قعد مع زوجته ينتجعان: فقالت له: من أنعم عيشا نحن أم بنو مروان؟ قال لها: بنو مروان أطيب منا طعاما إلا أنا أردأ منهم كسوة، وهم أظهر منا نهارا إلا نحن أظهر منهم ليلا.
لا تفعلي فإنه وكلة تكلة:
قال الأصمعي: خاصم أعرابى امرأته إلى السلطان، فقيل له: ما صنعت؟ قال خيرا كبها الله لوجهها، ولو أمر بى إلى السجن.
قال الأصمعي: استشارت أعرابية فى رجل تتزوجه فقيل لها لا تفعلي فإنه وكلة تكلة، يأكل خلله أ] يأكل ما يخرج من بين أسنانه، إذا تخلل. قال أبو حاتم هو الخلالة ووكلة تكلة أي يكل أمره إلى الناس ويتكل عليهم يوم عتاب ويوم اكتئاب العتبى.
قال خطب إلى أعرابي رجل موسر إحدى ابنتيه وكان للخاطب امرأة فقالت الكبرى: لا أريده. قال أبوها: ولم. قالت: يوم عتاب ويوم اكتئاب، يبلى فيما بين ذلك الشباب.
قالت الصغرى زوجنيه. قال لها على ما سمعت من أختك؟ قالت: نعم، يوم تزين ويوم تسمن، وقد تقر فيما بين ذلك الأعين.
أعرابية ترقص طفلا:
قال الأصمعي: رأيت امرأة ترقص طفلا لها، وتقول:
أحبه حب الشحيح ماله
قد كان ذاق الفقر ثم ناله
إذا أراد بذله بدا له
أقــــوال:
ذكر عند مالك بن أنس الباه، فقال: هو نور وجهك ومخ ساقيك فأقل منه أو أكثر.
وقال معاوية ما رأيت نهما فى النساء إلا عرفت ذلك فى وجهه.
وقال كسرى كنت أراني إذا كبرت أنهن لا يحببنني، فإذا أنا لا أحبهن.
وأنشد الرياشى لأعرابى من بنى أسد:
تمنيت لو عاد شرخ الشباب ومن ذا على الدهر يعطى المنى
وكنت مكينا لدى الغانيات فلا شيء عندي لها ممكنا
فأما الحسان فيأبيننى وأما القباح فآبى أنا
ودخل عيسى بن موسى على جارية فلم يقدر على شيء، فقال: النفس تطمح والأسباب عاجزة، والنفس تهلك بين اليأس والطمع.
وقالوا: من قل جماعه فهو أصح بدنا وأطول عمرا، ويعتبرون ذلك بذكر الحيوان وذلك أنه ليس فى الحيوان أطول عمرا من البغل، ولا أقل عمرا من العصافير وهي أكثر سفادا.
ما أحسن والله ما أقبل خاطب يزكيه وسيط:
قال أبو الحسن المدائني: خطب رجل من بنى كلاب امرأة، فقالت أمها: دعني حتى أسأل عنك، فانصرف الرجل، فسأل عن أكرم الحي عليها، فدل على شيخ منهم كان يحسن التوسط في الأمر، فأتاه يسأله أن يحسن عليه الثناء، وانتسب له فعرفه. ثم إن العجوز غدت عليه فسألته عن الرجل، فقال: أنا أعرف الناس به، فقالت: فكيف لسانه؟ قال مدره قومه وخطيبهم. قالت: فكيف شجاعته؟ قال: منيع الجار حامي الذمار. قالت: فكيف حماسته؟ قال: ثمال قومه وربيعهم. وأقبل الفتى، فقال الشيخ: ما أحسن والله ما أقبل ما انثنى ولا انحنى، و دنا الفتى فسلم فقال: ما أحسن والله ما سلم ما جأر ولا خار، ثم جلس فقال: ما أحسن والله ما جلس ما دنا ولا نأى. وذهب الفتى ليتحرك فضرط فقال الشيخ: ما أحسن والله ما ضرط ما أطنها ولا أغنها ولا بربرها ولا قرقرها. ونهض الفتى خجلا فقال: ما أحسن والله ما نهض ما انفتل ولا انخذل وأسرع الفتى. فقال: ما أحسن والله ما خطا ما ازور ولا اقطوطى. فقالت العجوز حسبك يا هذا وجه إليه من يرده، فوالله لو سلح فى ثيابه لزوجناه الزبير بن بكار آخذ من دنا منى.
قال جاءت امراة إلى ابن الزبير تستعدى على زوجها وتزعم أنه يصيب جاريتها، فأمر به فأحضر، فسأله عما ادعت فقال: هي سوداء وجاريتها سوداء، وفي بصري ضعف، ويضرب الليل برواقه فأنا آخذ من دنا مني.
شهادة أعرابى: أرأيته؟
واستشهد أعرابى على رجل وامرأة زنيا، فقيل له: أرأيته داخلا وخارجا كالمرود فى المكحلة؟ فقال والله لو كنت جلدة استها ما رأيته.
من طرائف الأعراب: ما ترى يا ربنا فيما ترى:
قال الأصمعى: أصابت الأعراب مجاعة، فمررت برجل منهم قاعد مع زوجته بقارعة الطريق، وهو يقول: يا رب إني قاعد كما ترى، وزوجتي قاعدة كما ترى، فما ترى يا ربنا فيما ترى؟
يا ليتنى كنت صبيا مرضعا:
ونظر أعرابي إلى امرأة حسناء جميلة تسمى ذلفاء، ومعها صبى يبكي، وكلما بكى قبلته، فأنشأ يقول:
يا ليتنى كنت صبيا مرضعا تحملنى الذلفاء حولا أكتعا
إذا بكيت قبلتنى أربعا فلا أزال الدهر أبكى أجمعا.
التسميات
المرأة