حنين أحلام مستغانمي إلى جذورها التونسية.. ذاكرة الجسد. فوضى الحواس. عابر سبيل



بين تونس والجزائر وشائج حب: على وقع ما تعيشه تونس من تظاهرات ثقافية مع موعد الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وانطلاق تظاهرة شهر التراث، وبخاصة المعرض الدولي للكتاب، واستضافة عديد الوجوه الأدبية المعروفة على الساحة العالمية، ممن يعرض لهم، ومن بينهم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي التي كان للجمهور التونسي لقاء معها، جمع بين الحنين إلى الماضي وانطلاقة هذه الأديبة مع كتاباتها التي أسالت الكثير من الحبر والحيرة، في شهادة لها بالإضافة على الساحة العربية والأدب النسائي عموما، وتألقها بروائع رواياتها، ضمن ثلاثية: ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سبيل، وجديدها نسيان com. المرفق بـC.D فيه قصائد لأحلام، تغنيها الفنانة جاهدة وهبة، وتحمل عنوان [أيها النسيان هبني قبلتك] والكتاب موسوم بختم أحمر كعلامة خطر: (يمنع بيعه للرجال)، وهو من منشورات دار الآداب بلبنان..والكاتبة من مواليد تونس في 13 نيسان/أبريل 1953..أبدعت من خلال ما كتبت ،ونالت شهرة كبيرة، للأسلوب السلس الذي يمس أحاسيس كل عربي في الصميم، وما يتخلله من كسر وكشف للمسكوت عنه بطريقة روائية عذبة تحمل القارئ إلى تخوم ذاته ،قصد استقرائها واستكناه ما تتخبط فيه من وجع عربي وإنساني، لاسيما مع النبض المسترسل في كل أثر للمرأة العربية وحضورها بكل مافيها من قلق وأرق وجمال وشعور بفرض الذات وسط مجتمع متعدد النظرات إليها..
* تونس مسقط رأسي، وهي أجمل ما في الكون:
بعبارات تنتشي معها الروح أمام جموع الحاضرين في القاعة، كانت أحلام مستغانمي تلك النخلة الباسقة كما وصفها الزعيم أحمد بن بلة، تتحدث عن طفولتها وأشيائها الجميلة، حيث شهدت مع كل أشقائها أولى الصرخات عند الولادة على أرض تونس التي حل بها والدها المعلم والمربي: محمد الشريف مستغانمي، وشهد شهود ممن حضر بالمناسبة بأنه (والد أحلام) كان يحث تلاميذه ويستنهضهم للأخذ بأصول اللغة الفرنسية عملا بتوصية الرسول الأكرم محمد (صلعم) ..من تعلم لغة قوم سلم شرهم..وكان في كل ذلك أكثر من معنى حتى يمكن مواجهة المستعمر الغاشم، ومواجهته بلغته..مستعرضة في الآن ذاته أصدق المعارك التي خاضها والدها ضد الجهل والفقر والإذلال، وكان يأمل بذرها في الجزائر التي هاجر منها إلى تونس حيث ولدت أحلام وترعرعت وسمعت من التراث التونسي الأصيل لصليحة وعلي الرياحي،..وهاهي تعود بعد طول غيبة للأرض التي قالت فيها...إني أكن من الحب الكثير لتونس التي أطلقت فيها أولى صرخاتي..ومهما كان منسوب الجمال والبهاء في العالم، سينقص لو لم تخلق تونس..تونس التي امتزج فيها الدم الجزائري بالدم التونسي في ساقية سيدي يوسف..وتربطني بجمهورها العريض وشائج حب من رابطة الحبر والدم والمصير والثقافة والعروبة والوطنية والذكريات الجميلة..لتبقى الكتابة أرقى وأخطر المغامرات المحفوفة بالمخاطر..وتوجهت بالشكر لمنظمي معرض تونس الدولي للكتاب وللجماهير الوافدة عليه، داعية كل الدول العربية إلى دعم أسعار الكتاب الثقافي شأن دعم المواد الأساسية، لتمكين أكبر عدد ممكن من قراء الوطن العربي من حقهم في القراءة والمطالعة كسبيل للقضاء على الجهل وبذوره، والانفتاح على الآخر بما يوفره الجديد المستجد من المنشورات عبر أنحاء العالم.


ليست هناك تعليقات