ألسنة النار تأكل ثيابي.. التفكير في تلك المعلمة يلهي عن الانتباه إلى النار



كنت في المرحلة الإعدادية تاركة للصلاة لا تهمني ولا ألقي لها بالا.. كنت أصليها ولا أصليها في نفس الوقت.. فأنا أقوم بالحركات ولكني والله لا أعلم ما أقول في صلاتي..

إخوتي .. في المرحلة الإعدادية كنت أحب معلمة من المعلمات.. أحبها لدرجة أنها الشغل الشاغل لي.. إذا تكلمتُ تكلمتُ عنها.
وإذا كتبت كتبت فيها.. حتى إذا نمت كانت الشخصية الرئيسية في أحلامي ...

لا أطيل عليكم.. كان علينا امتحان في المادة التي تدرسني إياها تلك المعلمة.. وكنت أدرس.. فاشتهيت شيئا آكله فذهبت إلى المطبخ ... وكانت المصيبة.
لم انتبه إلى ألسنة النار تأكل ثيابي.. فقد كنت مشغولة بالتفكير في تلك المعلمة..

نعم احترقت.. احترق يدي وظهري وجزء من شعري.. نعم لقد ذقت نار الدنيا التي لم تترك أثرا ً ليدي.. تلك اليد التي كنت أرعاها وأحافظ على جمالها.. ها هي احترقت.. بل اختفت كليا.. نعم اختفت.. أنا ذقت نار الدنيا.. ووالله.. والله.. لم اقترب من الغاز من ذلك اليوم.. بل تشغيل الغاز عندي.. كأنه اختبار بل هو امتحان.. أرسب فيه كل مرة.. ولا أعتقد إنني سأنجح فيه..

إخوتي.. لم أذكر قصتي هذه لأحصل على شفقة من أحد.. ولم أذكرها لأنني أفتخر كيف كنت سابقا.. بل ذكرتها للعبرة.. فيا إخوتي أنا ذقت نار الدنيا.. ووالله لم أذقها إلا ثواني معدودة.. وأنا أتعالج من هذا الحرق منذ أربع سنوات ولم انتهي بعد من العلاج.

فهذه الرسالة إليكم.. أكتبها ولا أرجو إلا دعوة منكم أن يسامحني ربي عن كل شي فعلته في تلك السنين المظلمة.. وأنا الآن لا أفوت أي فرض كما أنني أصلي بعض السنن أحيانا.. فالحمد لله على كل شي..

اللهم لا تجعلنا من أصحاب القلوب القاسية.. اللهم أجعلنا من أصحاب اليمين.. اللهم أحشرنا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. واجعل أعمالنا خالصة لوجهك.. يا أرحم الراحمين.