الكفاءة التربوية والتعليمية للمدرس وأثر وضعيته السوسيوتربوية عليها.. التعليم قاطرة التنمية للمجتمعات والمدرسة هي المصنع الذي يفبرك الموارد البشرية



يعتبر التعليم من ابرز القطاعات التي تساهم في تقدم كل بلد لكونه يعد قاطرة التنمية للمجتمعات ,فلا يمكن الحديث عن تطور وتقدم مجتمع دون النظر إلى مستوى التعليم به، ولأن المدرسة بمثابة المعمل والمصنع الذي يفبرك الموارد البشرية التي يعتمد عليها كل المجتمع.
ولهذا نجد أن هناك ارتباط وثيق بين مستوى التعليم والتربية وتطور المجتمع وتقدمه، ونجده بدرجة أكبر بين وضعية رجل التعليم ومستوى التعليم لكون المدرس هو قائد قاطرة التعليم وبالتالي التنمية.
إلا أن ما نلاحظه في السنوات الأخيرة من الأزمات التي يتخبط فيها التعليم المغربي ومن المشاكل التي جعلت مستوى التربية في تراجع مستمر رغم كل المجهودات المبذولة في إصلاح هذا القطاع الحيوي وذلك بعد صدور ميثاق التربية والتكوين.
هذا في الوقت الذي نجد فيه فئة كبيرة من المجتمع المغربي تلقي اللوم على رجل التعليم وتعتبره السبب في ما يتخبط منه التعليم من مشاكل سواء بالمدينة او بالقرية، فاهتزت بذلك مكانة رجل التعليم وتدهورت عما كانت عليه في السبعينات وما بعد الاستقلال.
وهذا ما زاد الطين بلة وجعل التعليم يزداد تأزما وتراجعا خصوصا بعد أن أصبح المدرس الآن مادة دسمة للتنكيت وتزجية الوقت واعتباره السبب المباشر في كافة مشاكل التعليم المغربي.
هذه الحالة التي وصل إليها مدرسنا اليوم ومعه تعليمنا وهذا ما دفعنا أولا كمدرس يعيش الوضع وثانيا كباحث في مجال علوم التربية لنشير إلى دور هذا المدرس الصعب والمهم وعلاقته بالأطراف التي يعمل معها من مدير ومفتش ثم مع التلميذ والأسرة كأطراف مشاركة في العمل التربوي بجانب المدرس، مبرزا لوضعيته السوسيوتربوية واثر ذلك على مردوده وكفاءته التربوية والتعليمية وبالتالي على التنمية المحلية والوطنية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المغربي.
لقد كان من الصعب الإلمام بوضعية المدرس السوسيوتربوية من جميع الجوانب لأننا بصدد الحديث عن مهنة صعبة تحديد دورها.
ولكن بحكم تجربتنا المتواضعة كمدرس يمكن القول بان هذه الوضعية لا تنم عن الرضا ليس لكثرة المشاكل التي يتخبط منها النظام التعليمي برمته ولكن بالأساس لعدم استيعاب الجميع للدور الحقيقي للمدرس ثم لعدم مسايرة وضعيته المادية والثقافية والاجتماعية للتغيرات التي عرفها الواقع المعيش للإنسان المغربي، ولهذا لقد حان الوقت لأن نتذكر ما قاله المدرس الشاعر الكبير احمد شوقي حين قال:
قم للمعلم وفه التبجيلا          كاد المعلم أن يكون رسولا
وليس كما يقال اليوم في أوساط المجتمع:
قم للمعلم وفه التبجيلا          كاد المعلم أن يبيع جفيلا.