تعليم الأطفال وتنمية قدراتهم العقلية ارتباطا بواقعهم الاجتماعي وتكوينهم النفسي



تعليم الأطفال وتنمية قدراتهم العقلية:

يولد الطفل وعقله صفحة بيضاء...
حسب علماء النفس والاجتماع لا يمتلك شيئا من القدرات الذهنية، سوى الاستجابة الغريزية والفطرية إلى ثدي امه ليأخذ غذاءه ببساطة  ومن دون عناء كي تستمر ولتؤهله الى مرحلة أخرى أكثر نضجا من مراحل الطفولة الاولى، كي يبدأ بمحاكاة الاب والام والطبيعة ويتلقى بعض الكلمات الشفاهية من هنا وهناك، فيبدأ يتعلم أشياء بسيطة تلائم مستوى عقله وفكره.

التفاعل مع المحيط الاجتماعي:

وحينما يبدأ الطفل بالنمو تبتدئ قابلياته الذهنية بالاستجابة للمؤثرات البيئية فيتفاعل مع محيطه فيتفاعل مع محيطه الاجتماعي وأقرب دائرة إلى نفسه هي الأسرة ومن ثم تتسع لتشمل المجتمع بأجمعه ابتداء من الجيران والأصدقاء.

وهكذا يتعلم ما يسهل عليه تعلمه عن طريق الاختلاط المباشر أو التأثير المتبادل.
وهذا التأثير يتباين سلبا أو إيجابيا تبعا للقرناء والأصدقاء الذين يختارهم وطبيعة العائلات التي ينحدرون منها.

فإذا كانوا من أسر متعلمة جيدا او من بيئة طبيعية معتدلة السلوك الاجتماعي، فسوف تصطبغ سلوكياته وأفعاله بهذه الصفة وبالعكس.

تنمية القدرات العقلية بشكل طبيعي وسليم:

إن الأسرة هي المصدر الأساس لجميع سلوكيات الطفل وانفعالاته وأهوائه، ولذلك نرى أن الأسر التي تفتقر إلى أبسط المقومات المهمة في الحياة العملية، ينشأ أطفالها نشأة بسيطة لا يتمكن الطفل من أن ينمي قدراته العقلية بشكل طبيعي وسليم، كون أن التعليم بصفة عامة في أشد الحاجة إلى توفير بعض الأمور المهمة التي ليس للطفل غنى عنها.

وعلى سبيل المثال يحتاج إلى بعض الألعاب الفكرية والعلمية والعملية، ويحتاج إلى مجلات خاصة بشؤون الاطفال، فضلا عن حاجته للارشاد والتوجه اللذين يعتبران من أهم المصادر الاساسية في عملية التعليم.

تعايش الطفل مع البيئة والأقران:

إن المتابعة والمراقبة لأسلوب تعايش الطفل مع البيئة والاقران يعطيان انطباعا واضحا لدى ابويه واسرته عن مستوى تعليمه، بالشكل الذي يجعل عائلته تعرف المزيد عن مستوى طفلها.

فاذا ما تبين من خلال ذلك بان الطفل ذو مستوى مترد فكريا وعلميا، فعليهم ان يجدوا الوسائل التي من الممكن خلالها انتشال الطفل من واقعه هذا، والا فان تركه على الحالة هذه يعني تدمير مستقبله وتحطيم قابلياته وتعطل مهاراته.

تهيئة ظروف البيئة المناسبة:

لذا بات من الضروري لذوي الاطفال هؤلاء ان يستغلوا الزمن بشكل امثل، وبما يجعلهم قادرين على تدارك ما فاتهم من تعلم، من خلال اتباع بعض الامور المهمة ومراعاتها ومنها تهيئة ظروف البيئة المناسبة التي من شانها الاسهام في زيادة خبرته مع استخدام المثيرات المحفزة كالمكافأة والتشجيع وفي مثل هذه الحالة يجب مراعاة امور اخرى لها مساس مباشر بتعلم الطفل وهي تسهيل وتعجيل نموه من الناحية النفسية والصحية.

علما ان النواحي الانسانية مهمة وضرورية ايضا كاحترام الطفل وزرع الثقة فيه، واعطائه ادوارا تشجعه على ان يشعر بوجود وانه شخص غير مهمل في العائلة وتقديم النصح له بشكل يعمل على تقوية شخصيته ودعمها وتعليمه بعض المفاهيم الاولية التي يستخدمها في حياته العامة، ومساعدته على تيسير ما صعب عليه فهمه بتقريب الامور على شكل ايضاحات وشروح وتحبيب العلم والاطلاع عليه، فضلا عن الاهتمام بالنواحي الاخرى واهمها التغذية.

الارتقاء بالطفل إلى مستويات أعلى وأفضل:

وكل ذلك من شأنه ان يرتقي بالطفل الى مستويات أعلى وأفضل وبالتالي نكون قد ساهمنا وبصورة فاعلة واكيدة في بناء القواعد الاساسية لشخصيته وتنمية معارفه لتمكنه مستقبلا في الاعتماد على نفسه.

وفي الوقت ذاته نكون قد عملنا على تقويض الهوة التي قد حصلت سابقا بينه وبين ما يجب ان يتعلمه حتى تصبح المعرفة والعلوم لديه محببة لا تجلب له الضجر او السام ليشق طريقه في المدرسة بشكل سليم وليعيش حياته المستقبلية اسوة باقرانه وزملائه دونا تعثر او خلل.
طه ياسين عيسى