مطار حلب الدولي: برنامج تأهيل شامل لاستعادة القدرة التشغيلية، تعزيز الربط الجوي، ودعم التعافي الاقتصادي للمدينة والمنطقة

تأهيل مطار حلب الدولي (النيرب): استعادة القدرة وتعزيز الربط الإقليمي

يشهد مطار حلب الدولي (النيرب) في سوريا حاليًا مجموعة شاملة من مشاريع التأهيل والتطوير، بهدف إعادة تشغيله بكامل طاقته وزيادة قدرته الاستيعابية. تهدف هذه الجهود إلى استعادة مكانة المطار كشريان حيوي لمدينة حلب، التي تُعد ثاني أكبر مدينة في سوريا، وتعزيز ربطها بالعالم الخارجي.


محاور مشاريع التأهيل الرئيسية:

تتركز مشاريع التأهيل على ثلاثة محاور أساسية:

  1. إعادة تأهيل المدرج والمرافق الملاحية: يشمل ذلك إصلاح وتحديث البنية التحتية الأساسية للطيران.
  2. توسيع مبنى الركاب وتحسين مرافقه: يهدف إلى استيعاب أعداد أكبر من المسافرين وتوفير تجربة سفر أفضل.
  3. إنشاء مرافق جديدة ومتخصصة: لتلبية الاحتياجات المتزايدة لقطاعي الشحن والصيانة.

لقد تم إنجاز جزء كبير من هذه المشاريع بالفعل، ومن المتوقع استكمال الأجزاء المتبقية خلال عام 2024.


تفاصيل الإنجازات والمشاريع الجارية:

1. مشاريع إعادة تأهيل المدرج والمرافق المرتبطة به:

شهدت هذه المشاريع تقدمًا ملحوظًا، حيث:

  • المدرج: تم الانتهاء من إعادة تأهيل المدرج في عام 2022، ليصبح بطول 3,500 متر. هذه الزيادة في الطول تجعله قادرًا على استقبال الطائرات الكبيرة مثل إيرباص A320 وبوينج 737، مما يفتح آفاقًا أوسع للرحلات الجوية.
  • الأنظمة الملاحية: تم أيضًا الانتهاء من تحديث وتأهيل أنظمة الإضاءة والإشارات والأجهزة الملاحية. هذا التطور البالغ الأهمية يُمكّن المطار من العمل بكفاءة في جميع الظروف الجوية، مما يضمن سلامة واستمرارية العمليات الجوية.

2. مشاريع توسيع مبنى الركاب:

تتم عملية توسيع مبنى الركاب على مراحل لضمان سير العمليات بفعالية:

  • المرحلة الأولى: اكتملت في عام 2022، وشملت إضافة مساحة إضافية لكل من صالة الوصول وصالة المغادرة. هذا التوسع يساهم في تخفيف الازدحام وتحسين تجربة المسافرين.
  • المرحلة الثانية: من المتوقع الانتهاء منها في عام 2023. ستركز هذه المرحلة على إضافة مساحة إضافية لصالة الترانزيت ومركز التحكم، مما يعزز قدرة المطار على التعامل مع الرحلات العابرة ويحسن من كفاءة إدارة الحركة الجوية.

3. مشاريع إنشاء مرافق جديدة:

تهدف هذه المشاريع إلى تنويع خدمات المطار ودعم القطاعات اللوجستية:

  • محطة الشحن الجوي: تم الانتهاء من إنشائها في عام 2022. تُعد هذه المحطة إضافة حيوية، حيث لديها القدرة على التعامل مع ما يصل إلى 100,000 طن من البضائع سنويًا. هذا يعزز دور المطار كمركز لوجستي إقليمي.
  • مركز الصيانة: من المتوقع الانتهاء من إنشائه في عام 2023. سيتمكن هذا المركز من صيانة وإصلاح الطائرات الصغيرة والمتوسطة، مما يقلل الاعتماد على المراكز الخارجية ويوفر دعمًا فنيًا محليًا.

الفوائد المتوقعة والتأثير المستقبلي:

إن إعادة تأهيل مطار حلب الدولي تحمل في طياتها وعودًا بالعديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي ستنعكس إيجابًا على مدينة حلب وسوريا ككل:

  • تعزيز النمو الاقتصادي: سيعمل المطار كشريان اقتصادي يدعم الأنشطة التجارية والصناعية في حلب والمناطق المحيطة بها.
  • توفير فرص عمل: ستُساهم عمليات التشغيل والصيانة للمطار في خلق فرص عمل جديدة ومباشرة وغير مباشرة.
  • تحسين ربط سوريا بالعالم: سيعيد المطار وصل حلب بالشبكة الجوية الدولية، مما يسهل حركة الأفراد والبضائع ويعزز التبادل التجاري والثقافي.

باعتباره أحد أهم المطارات في سوريا، سيلعب مطار حلب الدولي دورًا محوريًا في عملية التعافي وإعادة الإعمار، وسيكون له أثر كبير في استعادة النشاط الاقتصادي والحياة الطبيعية في المنطقة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال