دور الحضانة أو حضانات الأطفال في لبنان.. على المستوى القطاعي والماكرو اقتصادي



دور الحضانة أو حضانات الأطفال (الفئة العمرية صفر- سنتان):

نادرة هي الدراسات الإحصائية التي تناولت مرحلة الحضانة، بل أنّه لا يوجد أيّة دراسة خاصة بتلك المرحلة.
وسوف يحاول التقرير النفاذ إلى المعطيات المتوفرة وتحليلها (وهو تمرين مملّ) من أجل التوصّل إلى رؤية أكثر وضوحاً حول هذه المرحلة.
تختص مرحلة "الحضانة" بصغار الأطفال منذ ولادتهم وحتى السنة الثانية من عمرهم.
وهي تتشكّل أساساً من دور الحضانة (سواء في المنزل أو خارجه).

مستويات أهمية دور الحضانة:

وتتحدّد أهميتها على مستويين:

على المستوى القطاعي:

تؤمّن دور الحضانة، وفقاً لبعض المعايير النوعية، مخزوناً هاماً للطفل يمكّنه لاحقاً من الانخراط في مرحلة التعليم العام بسهولة أكبر.
وهي بالتالي تنعكس إيجاباً على المراحل اللاحقة من التعليم. ولذلك، فإنها قد تشكّل أحد المتغيرات الرئيسية الآيلة إلى تعظيم فعالية القطاع التعليمي.

على المستوى الماكرو اقتصادي:

إنّ أحد أسباب تدني نسبة مساهمة المرأة في القوى العاملة (62.2 % من النساء التي يتراوح عمرهن بين 15 و 64 سنة هنّ من ربات البيوت) هو وجود طفل رضيع في المنزل.
وبالتالي فإنّ إنشاء دور الحضانة سوف يحرّر، على الأرجح، جزءاً مهماً من النساء غير العاملات حالياً ويدفعهن نحو سوق العمل.
وتشير أحدث الإحصاءات الى أنّ حوالي 8 % من إجمالي السكان المقيمين في لبنان هم في الفئة العمرية صفر- 4 سنوات، أي ما يوازي 300 ألف طفلاً.
ويقدر عدد الاطفال في عمر الحضانة (الشريحة العمرية بين صفر وعامين) بنحو 180,000.
وفي دراسة ميدانية نفذتها وزارة الشؤون الاجتماعية، قدّرت نسبة الأطفال الملتحقين بدور الحضانة من إجمالي الأطفال في الفئة العمرية (صفر- سنتان)، بنحو 3،3 %. وبالتالي، فإنّ عدد الأطفال، في هذه الفئة العمرية، الذين يلقون الرعاية في المنزل يقدّر بحوالي 174 ألف طفلاً (مقابل فقط 6 آلاف طفل ملتحقين بدور الحضانة).

فرضيات تقدير تبعات إنشاء وتعميم دور الروضة على حجم القوى العاملة:

وبالإمكان تطوير سلسلة من الفرضيات لتقدير تبعات إنشاء وتعميم دور الروضة على حجم القوى العاملة:

الفرضية الاولى:

يبلغ معدّل عدد الأطفال في الفئة العمرية (صفر-سنتان) من إجمالي عدد الأسر التي لديها على الأقلّ طفل واحد ينتمي إلى هذه الفئة العمرية، ما يعادل 1،1.

النتيجة:

انطلاقاً من عدد الأطفال غير الملتحقين بدور الحضانة والمقدّر بنحو 174 ألف طفلاً، يمكن تقدير عدد الأسر التي لديها على الأقلّ طفل واحد ينتمي إلى الفئة العمرية(صفر-سنتان) وغير ملتحق بإحدى دور الحضانة بحوالى 158 ألف أُسرة.

الفرضية الثانية:

أنّ عدد الأسر التي لديها على الأقلّ طفل واحد ينتمي إلى الفئة العمرية(صفر-سنتان) وفاقد لأمه، لا ينطوي على أي أهمية (1 %).

النتيجة:

يقدر عدد الأسر بنحو 156 ألف أُسرة.

الفرضية الثالثة:

تقدّر نسبة النساء - في هذه الأسر - اللواتي يتراوح عمرهن  بين ال15 و49 سنة بحوالي 30 %.

النتيجة:

يبلغ بالتالي عدد النساء في الفئة العمرية (15 -49 سنة) اللواتي لديهن على الأقلّ طفل واحد ينتمي إلى الفئة العمرية (صفر – سنتان) وغير ملتحق بحضانة، نحو 109 آلاف إمرأة.

الفرضية الرابعة:

تبلغ نسبة النساء ربات البيوت في الفئة العمرية ( 15 -49 سنة) نحو 57 %.

النتيجة:

يبلغ عدد النساء ربات البيوت اللواتي لديهن على الأقلّ طفل واحد ينتمي إلى الفئة العمرية(صفر- سنتان) وغير ملتحق بحضانة، نحو 62 ألف إمرأة.

الفرضية الخامسة:

تقدر نسبة النساء ربات المنازل اللواتي لديهن أكثر من طفل واحد ينتمي إلى الفئة العمرية(صفر-سنتان) وغير ملتحقين بحضانة، نحو10 %.

النتيجة:

هناك حوالى 56 ألف امرأة ربة منزل ممكن أن يتأثّرن بفعل اجراء مماثل.

وينبغي تخفيض هذا العدد مع الأخذ بعين الإعتبار العديد من المحدات والعوائق، ومن بينها الآتي:
  • مستوى التعليم والمؤهلات الضرورية التي تسمح بالإنخراط في سوق العمل.
  • البيئة الثقافية والمحدات الاجتماعية.
  • نوعية دور الحضانة.
  • المحدات والعوائق النفسية.

رؤية استراتيجية:

ويشير هذا التمرين إلى أنّ محددات انخراط النساء ربات المنازل (أمهات لأطفال صغار) في سوق العمل لا ترتبط بالضرورة بغياب خدمة الحضانة، فالأثر الاقتصادي لانخراطهن ليس بذي أهمية تذكر.
ويتعذّر القيام بتقييم علمي لانعكاسات هذا القطاع  بسبب غياب المعطيات الإحصائية حوله.

وفي ظل غياب الدراسات الجدية والمعمقة التي تشمل المستويين الاقتصادي والقطاعي، تكاد تكون التوصية الوحيدة على هذا الصعيد هي القيام بهذه الدراسات التي يمكن أن توفّر العناصر الاساسية لبلورة رؤية استراتيجية على مستوى مرحلة الحضانة.
ومعلوم أن القطاع الخاص يقوم راهناً بانتاج هذه الخدمة وفق أشكال مختلفة: دور الحضانة التجارية، حضانة الاطفال في المنازل، الرعاية الأسرية للأطفال، رعاية الأطفال من قبل المستخدمات في المنازل...الخ.

تباين نوعية الخدمات:

إلا أن نوعية الخدمة تختلف بشكل بارز: دور الحضانة المتخصصة، نشاطات التوعية، رعاية الطفل على مختلف المستويات...الخ.
إنّ هذا التباين أو عدم التجانس في نوعية وشكل الخدمة المتاحة يولّد مشاكل من نوع آخر ترتبط بغياب الرقابة على مستوى هذا النشاط من قبل السلطات الرسمية.

وبالتالي، ينبغي للدراسات المقترحة على مستوى هذه الخدمة أن تطرح مسألة تحديد دور ومسؤولية السلطات الرسمية، ومسألة وضع إطار تشريعي وتنظيمي لهذا القطاع يهدف الى ضبط ومراقبة شكل ومحتوى ونوعية إنتاج هذه الخدمة:
  • تتحدّد أهمية قطاع "الحضانة" على مستويين:
- تهيئة الطفل بشكلٍ أفضل  للإنخراط اللاحق بمرحلة التعليم الأساسية.
- تعزيز معدّل مشاركة المرأة في سوق العمل.
  • تشير هذه الدراسة التمهيدية إلى أنه بإمكان نحو 56 ألف ربة منزل الإنخراط في سوق العمل في  حال توفّرت  خدمة حضانة الأطفال للجميع.
  • غير أنه في هذه المرحلة، تتعذّر التوصية بإجراءات وتدابير محدّدة وواضحة، نظراً لغياب قاعدة المعطيات المتعلّقة بهذا القطاع.


0 تعليقات:

إرسال تعليق