أدوات التشبيه.. ألفاظ تدل على المماثلة وهي مؤلفة من حرفِ واسم وفعل وهي إما ملفوظة وإما ملحوظة



ما هو أدوات التشبيه؟

أدوات التشبيه هي ألفاظٌ تدلُّ على المماثلةِ وهي مؤلفة من  حرفِ واسمِ وفعلِ:
  • الحرفُ وهو الكافُ وكأنَّ.
  • الاسمُ كمثلِ ومثيلِ وشبهِ وشبيهِ وغيرهِما.
  • الفعلُ كـ: يحكي، ويضاهي، ويضارع، ويماثل ،ويساوي، ويشابه، وكذا أسماءُ فاعلها.

وهي إمَّا ملفوظةٌ، وإمَّا ملحوظةٌ، نحو جمالُه كالبدرِ، وأخلاقُه في الرقةِ كالنَّسيمِ، ونحو اندفعَ الجيشُ اندفاعَ السيلِ، أي كاندفاعِه.
الأصلُ في الكافِ، ومثلُ، وشبهُ، من الأسماءِ المضافة لما بعدها أن يليها المشبَّهُ به لفظاً أو تقديراً،نحو قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} (23) سورة الواقعة، ونحو قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ } (24) سورة الرحمن.

وكقول الشاعر[1]:
فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ + والفَرعُ مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ
ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا + وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ

والأصل ُفي كأنَّ، وشابهَ، وماثلَ، وما يرادفها، أنْ  يليه المشبَّهُ، نحو قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ} (24) سورة الطور.
وقوله تعالى: {تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} (20) سورة القمر.
وقوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ} (50) سورة المدثر.
وقوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} (65) سورة الصافات

ومثل قول الشاعر[2]:  
كأنَّ الثُرَيَّا راحَة ٌ تَشُبرُ الدُّجى + لتعلمَ طالَ اللَّيلُ لي أَم تعرَّضا
وكأنّ تفيدُ التشبيهَ إذا كانَ خبرُها جامداً، نحو: كأنَّ البحرَ مرآةٌ صافيةٌ.
وتفيد الشكَّ إذا كان خبرُها مشتقًّاً، نحو: كأنكَ فاهمٌ، ومثل قول الشاعر[3]:
كأنكَ منْ كلِّ النفوسِ مُركبٌ + فأنتَ إلى كلِّ النفوسِ حبيبُ

وقد يغني عن أداةِ  التشبيهِ فعلٌ يدلُّ على حال التشبيهِ، ولا يعْتبرُ أداةً، فإنْ كان الفعلُ لليقين، أفادَ قربَ المشابهةِ، لما في فعلِ اليقينِ من الدلالة على تيقنِ الاتحادِ وتحققهِ، وهذا يفيد التشبيهَ مبالغةً، نحو قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (24) سورة الأحقاف، ونحو: رأيت ُالدنيا سراباً غرّاراً.

وإنْ كانَ الفعلُ للشكِّ أفادَ  بُعدَها، لما في فعلِ الرجحانِ من الإشعارِ بعدمِ التحققِ، وهذا يفيد التشبيهُ ضعفاً.
كقوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا} (19) سورة الإنسان.

ونحو قول الشاعر[4]:
قومٌ إذا لبسوا الدروعَ حسبْتَها + سُحُباً مزرَّرة ً على أقمارِ

[1]- شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 101) والوساطة بين المتنبي وخصومه - (ج 1 / ص 122) وسر الفصاحة - (ج 1 / ص 22) وصبح الأعشى - (ج 1 / ص 374) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 62 / ص 210).

[2]- محاضرات الأدباء - (ج 2 / ص 69) وزهر الأكم في الأمثال والحكم - (ج 1 / ص 177) و نهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 33) والمستطرف في كل فن مستظرف - (ج 1 / ص 423) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 72 / ص 415)  و (ج 90 / ص 129) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 138).

[3]- زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 117) والمستطرف في كل فن مستظرف - (ج 1 / ص 32) والإعجاز والإيجاز - (ج 1 / ص 43) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 135).
[4]- الكشكول - (ج 1 / ص 410) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 37 / ص 78) و (ج 72 / ص 23).