الطبقات الكبرى.. كتابة حادثة السقيفة وتنظيم رواياتها في سبع صفحات وعدم الاهتمام بكبار الشخصيات الشيعية

الطبقة: هي ترجمة الأشخاص الذين يكونون في زمان ومكان معيّنين.

الطبقات الكبرى: ألّف هذا الكتاب محمد بن سعد بن منيع المتوفّى سنة 230هـ ق، المعروف بابن سعد كاتب الواقدي.
وقد أخذ عن مدرسة الحجاز على يد مشايخها، أمثال:
- موسى بن عقبة الأسدي المتوفّى سنة 141هـ ق.
- محمد بن إسحاق المتوفّى سنة151 هـ ق.
- أبي معشر المدني المتوفّى سنة170هـ ق.
- محمد بن عمر الواقدي المتوفّى 207هـ ق.

وفي مدرسة العراق أخذ عن الرواة والأساتذة، أمثال:
- عامر بن شراحيل الشعبي المتوفّى سنة 105هـ ق.
- وكيع بن الجراح المتوفّى سنة197هـ ق.
- هشام ابن محمد الكلبي المتوفّى سنة206هـ ق.
- هيثم بن عدي المتوفّى سنة 207هـ ق.

وبعد مجيئه إلى بغداد أخذ عن أبي الحسن المدائني المتوفّى سنة 216هـ ق.
وكان أكثر ما أخذه ابن سعد عن الواقدي واعتمد عليه في آثاره، مواضيعه([1]).

وقد مدح العلماء شخصيته العلمية، وعرّفوه بالرجل الصادق والموثَّق([2]).
وطبع كتاب الطبقات في ثمانية مجلدات، ففي الكتاب الأوّل تحدث عن بعض الأنبياء ومحاسن رسول الله (ص) والأحداث حتى بداية الهجرة، ثم شرح بشكل مفصّل في مائة صفحة عن رسائل الرسول (ص) وعن الوفود، وحوالي مائة وأربعين صفحة حول شخصية النبي محمد (ص).

وفي المجلد الثاني عن أحداث الهجرة حتى رحلة الرسول (ص).
وتشمل المجلدات الستّة على تراجم (4250) رجلاً من الشخصيات التي عاشت في صدر الإسلام حتى عام (230) هجرية، وقد اشتمل على ترجمة (630 ) إمراة.

وقد يذكر ابن سعد الروايات القصيرة أو الطويلة، وأكثرها مع السند الكامل، وينقل تراجم الصحابة وغيرهم بصورة غير متناسبة، مثال ذلك: يذكر أبا بكر في (44) صفحة والبعض يكتفي بذكر البعض بالاسم فقط؛ إذ أن اُسلوب الطبقات يستفاد منه في علم الحديث والرجال، ولكن نستطيع أن نستفيد من هذا الكتاب في باب تاريخ العرب والإسلام حتى أوائل القرن الثالث الهجري ضمن تراجم الأشخاص، التي جاءت في قالب الروايات القصار والطوال والمنفردة.

ويمكن تنظيم القصص الكاملة والخاصة بالأحداث المرتبطة بموضوع البحث، ونموذج ذلك: قصة ثورة حجر بن عدي من ترجمته([3])، ووقعة الحّرَة، وكذلك بخصوص المختار يمكن أن يأخذ من تراجم محمد بن الحنفية([4]) وعبدلله بن مطيع العدوي([5]).

ولأجل الحصول على المعلومات الكافية عن ثورة التوّابين يرجع إلى ترجمة سليمان بن صرد الخزاعي([6]).
ويعتبر كتاب الطبقات ذا قيمة مهمّة في معرفة أنساب القبائل العربية اليمنية والنزارية وغيرها لأنه يشير إلى نسب كل شخص أخرج ترجمته.

ويعتبر ابن سعد من الموالين لمدرسة الخلفاء، وقد قام بكتابة حادثة السقيفة وتنظيم رواياتها في سبع صفحات([7])، ونظّم رواياتهِ التي أكثرها في فضائل أبي بكر بطريقة لا يفهم القارئ منها وجود خلاف في مؤتمر السقيفة.

ويظهر من ابن سعد عدم اِهتمامه بأئمة الشيعة، وبالخصوص الإمامين الحسن والحسين، وعدم اهتمامه بكبار الشخصيات الشيعية كمالك الأشتر وغيره.

ويشتمل كتاب الطبقات على أخطاء عديدة، منها: ما ذكره حول حذيفة بن اليمان([8]) قائد رسول الله (ص) على قلعة دباء، وأنّه بقي في تلك المنطقة حتى زمن أبي بكر.

وهذه الرواية غير صحيحة؛ لأنّ حذيفة كان في المدينة عندما توفّي رسول الله (ص)، وقد ذُكر في مصادر اُخرى أنّ عامل دباء هو حذيفة بن محصن البارقي، وعلى الرغم من وجود الأخطاء والنواقص فقد استفدت من المجلد الأوّل لهذا الكتاب في موضوع إِسلام القبائل اليمنية، ومن المجلد الثالث إلى المجلد الثامن حول الأشخاص الموافقين والمخالفين للتشيّع.

[1]. ابن النديم، الفهرست، ترجمة وتحقيق محمد رضا تجدّد: 166.
[2]. ابن خلّكان، وفيات الأعيان، حقّقه إحسان عباس: المجلد الرابع/ 351.
[3]. الطبقا ت الكبرى: 4/217.
[4]. المصدق السابق: 5/91.
[5]. نفس المصدر السابق:145.
[6]. المصدر السابق: 6/25.
[7]. المصدر السابق: 3/19.
[8]. الطبقات الكبرى: 7/101.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال