شرح وتحليل: يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّمَاحُ كَأَنَّهَا + أَشْطَانُ بِئْرٍ فِي لَبَانِ الأَدْهَمِ



يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّمَاحُ كَأَنَّهَا + أَشْطَانُ بِئْرٍ فِي لَبَانِ الأَدْهَمِ

الشطن: الحبل الذي يستقى به، والجمع الأشطان.
اللبان: الصدر.
يقول: كانوا يدعونني في حال إصابة رماح الأعداء صدر فرسي ودخولها فيه، ثم شبهها في طولها بالحبال التي يستقى بها من الآبار.

تحليل البيت:

هذا البيت من معلّقة عنترة بن شداد، وهو من أشهر أبيات الشعر العربي، وقد قيل فيه الكثير من الإطراء والتحليل.
يصف عنترة في هذا البيت موقفًا حربيًا، حيث يصرخ الأعداء باسمه، بينما هو على ظهر فرسه، والرماح تحيط به من كل جانب، وكأنها أشطان بئر مغمورة في لبان أسود.

الخصائص الفنية:

يستخدم الشاعر في هذا البيت التشبيه المجازي، حيث يشبه الرماح بأشطان البئر، وهي قطعة من الخشب الطويلة التي تستخدم في رفع دلاء الماء من البئر. وقد اختار الشاعر هذه الصورة لقوة وصلابة الرماح، كما أنها توحي بكثرتها وكثافتها.
أما تشبيه لبان الأسود بالماء، فهو تشبيه غريب بعض الشيء، ولكنه يعطي صورة حية للظلام الذي يكتنف المكان، فاللبن الأسود غامق اللون، والظلام كذلك.
ولعل الشاعر أراد من هذا البيت إبراز قوة وشجاعة عنترة، فهو في وسط المعركة، والرماح تحيط به من كل جانب، ولكنه لا يبالي، ولا يخشى الموت.

تحليلات أخرى:

وهناك بعض التحليلات الأخرى لهذا البيت، منها:
  • أن الشاعر يشبه الرماح بأشطان البئر، لأنها حادة وقاطعة، مثل أشطان البئر التي تقطع حبال الدلاء.
  • أن الشاعر يشبه لبان الأسود بالماء، لأن كلاهما أسود اللون، والأسود هو لون الدم، الذي يرمز إلى الحرب والقتل.
وهكذا، فإن هذا البيت من المعلّقة يتميز بقوة الصورة الشعرية، وجمال التشبيه، ووضوح المعنى.