شرح وتحليل: مِنْ كُلّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ + وَعَشِيّةٍ مُتَجَاوِبٍ إرْزَامُهَا



مِنْ كُلّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ + وَعَشِيّةٍ مُتَجَاوِبٍ إرْزَامُهَا

  • السارية: السحابة الماطرة ليلًا، والجمع السواري.
  • المدجن: الملبس آفاق السماء بظلامه لفرط كثافته، والدجن: إلباس الغيم آفاق السماء، وقد أدجن الغيم.
  • الإرزام: التصويت، وقد أرزمت الناقة إذا رغت، والاسم الرزمة، ثم فسر تلك الأمطار فقال: هي من كل مطر سحابة سارية ومطر سحاب غادٍ يلبس آفاق السماء بكثافته وتراكمه، وسحابة عشية تتجاوب أصواتها، أي كأن رعودها تتجاوب، جمع لها أمطار السنة؛ لأن أمطار الشتاء أكثرها يقع ليلًا، وأمطار الربيع أكثرها يقع غداة، وأمطار الصيف أكثرها يقع عشيًّا؛ كذا زعم مفسرو هذا البيت.

التحليل:

يصف الشاعر في هذا البيت أصناف المطر، فيقول: إن المطر الذي ينزل من السحب السائرة ليلًا، ومن السحب التي تغشى الآفاق بكثافتها في الصباح، ومن السحب التي تتجاوب أصوات رعودها في المساء، كل هذا المطر هو الذي يملأ الأرض بالماء.

ملاحظات:

  • يرى بعض المفسرين أن هذا البيت يجمع أمطار السنة كلها، لأن أمطار الشتاء أكثرها يقع ليلًا، وأمطار الربيع أكثرها يقع غدًا، وأمطار الصيف أكثرها يقع عشيًا.
  • يربط الشاعر بين صوت الرعد وصوت الناقة على ولدها، مما يدل على قوة هذا الصوت وشدته.

جماليات البيت:

  • استخدم الشاعر الصور التشبيهية الجميلة، مثل تشبيه السحابة الغادّة بالمظلمة، وتشبيه أصوات الرعد بصوت الناقة على ولدها.
  • استخدم الشاعر الأسلوب البديعي "التكرار" في قوله "سارية" و "غادٍ" و "عشية"، مما أضفى على البيت سجعًا موسيقيًا جميلًا.
  • التقط الشاعر صورة واقعية من البيئة العربية، وهي صورة الناقة التي ترغي على ولدها، مما جعل البيت أكثر جمالًا ودلالة.

خاتمة:

يعد هذا البيت من أبيات الشعر الجميلية التي تصف ظاهرة طبيعية بأسلوب بديع وصور تشبيهية رائعة.


ليست هناك تعليقات