شرح وتحليل: فَعَلَا فُرُوعُ الأيْهَقَانِ وَأَطْفَلَتْ + بالْجَلْهَتَيْنِ ظِباؤها ونَعَامُها

فَعَلَا فُرُوعُ الأيْهَقَانِ وَأَطْفَلَتْ + بالْجَلْهَتَيْنِ ظِباؤها ونَعَامُها

شرح الكلمات:

  • الأيهقان، بفتح الهاء وضمها: ضرب من النبت وهو الجرجير البري.
  • أطفلت: أي صارت ذوات أطفال.
  • ظِباؤها ونَعَامُها: أي غزلانها وطيورها.
  • الجلهتان: جانبا الوادي، ثم أخبر عن إخصاب الديار وإعشابها فقال: فعلت بها فروع هذا الضرب من النبت وأصبحت الظباء والنعام ذوات أطفال بجانبي وادي هذه الديار؛ قوله: ظباؤها ونعامها، يريد: وأطفلت ظباؤها وباضت نعامها؛ لأن النعام تبيض ولا تلد الأطفال، ولكنه عطف النعام على الظباء في الظاهر لزوال اللبس.
ومثله قول الشاعر: [الوافر]:
إذا ما الغانيات برزن يومًا + وزججن الحواجب والعيونا
أي وكحلن العيون، وقول الآخر: [الطويل]:
تراه كأن الله يجدع أنفه + وعينيه أن مولاه صار له وَفْر
أي ويفقأ عينيه، وقول الآخر: [مجزوء الكامل]:
يا ليت زوجك قد غدا + متقلدًا سيفًا ورمْحًا
أي وحاملًا رمْحًا، تضبط نظائر ما ذكرنا، وزعم كثير من الأئمة النحويين البصريين والكوفيين أن هذا المذهب سائغ في كل موضع، ولوّح أبو الحسن الأخفش إلى أن المعوّل فيه على السماع.

المعنى المجازي:

يرمز الشاعر بالأشجار إلى الحياة والأمل، وبالحيوانات إلى السعادة والفرح. يصور الشاعر الطبيعة في حالة من النمو والازدهار، مما يعكس روحه المرحة والنشيطة.

التحليل:

يستخدم الشاعر في هذا البيت مجموعة من الصور الفنية، منها:
  • تشبيه فروع الأيكة بالطفل الذي ينمو ويكبر.
  • تشبيه جانبي الوادي بالجلختين، وهما النتوءات الصغيرة التي تظهر على ضفتي النهر.
  • استعارة النعومة والرقة للظباء والطيور.
هذه الصور الفنية تساهم في خلق جو من الجمال والشاعرية في البيت.

التعليق:

يُعد هذا البيت من أجمل أبيات الشعر الجاهلي، فهو يصف الطبيعة بأسلوب غني بالصور الفنية والبلاغة. يعكس البيت روح الشاعر المرحة والنشيطة، وهو تعبير عن حبه للحياة والجمال.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال