شرح وتحليل: له أَيْطَلا ظَبْيٍ وساقا نعامَةٍ + وَإرْخاءُ سِرْحَانٍ وَتَقْرِيبُ تَتْفُلِ



له أَيْطَلا ظَبْيٍ وساقا نعامَةٍ + وَإرْخاءُ سِرْحَانٍ وَتَقْرِيبُ تَتْفُلِ


شرح البيت:

الأيطل والإطْل والإطل: الخاصرة، والجمع الأياطل والآطال، أجمع البصريون على أنه لم يأت على فِعِل من الأسماء إلا إبل، ومن الصفات إلا بِلِزِ وهي الجارية التارة (الممتلئة الجسم) السمينة الضخمة، وحكى الكوفيون إطلًا من الأسماء أيضًا مثل إبل، فقد اتفق الفريقان على اقتصار فعل على هذه الثلاثة.

الظبي يجمع أظب وظباء، والساق على الأسؤق والسوق.
والنعامة تجمع على النعامات والنعام والنعائم.
الإرخاء ضرب من عدو الذئب يشبه خَبَب الدواب.
السرحان: الذئب.
والتقريب: وضع الرجلين موضع اليدين في العدو.
التتفل: ولد الثعلب.

شبه خاصرتي هذا الفرس بخاصرتي الظبي في الضمر، وشبه ساقيه بساقي النعامة في الانتصاب والطول، وعدوه بإرخاء الذئب، وتقريبه بتقريب ولد الثعلب، فجمع أربعة تشبيهات في هذا البيت.

يُعدّ هذا البيت من أجمل أبيات الشعر العربي وأكثرها شهرة، حيث يصف فيه الشاعر امرؤ القيس فرسه بأروع التشبيهات:
  • شبه خاصرتي الفرس بخاصرتي الظبي: يدلّ على رشاقة الفرس وخفة حركته.
  • شبه ساقي الفرس بساقي النعامة: يدلّ على طول ساقي الفرس وقوّة عضلاته.
  • شبه عدو الفرس بإرخاء الذئب: يدلّ على سرعة عدو الفرس وقدرته على الصيد.
  • شبه تقريب الفرس بتقريب ولد الثعلب: يدلّ على دقة تقريب الفرس وقدرته على المناورة.

الهدف من التشبيهات:

يريد الشاعر من خلال هذه التشبيهات أن يُبرز جمال فرسه وخصائصَه الفريدة التي تجعله من أفضل الخيول.

الجماليات في البيت:

  • التشبيهات البليغة: استخدم الشاعر تشبيهات قوية وواضحة تُجسّد خصائص الفرس بدقة.
  • الصور الحية: تُثير هذه التشبيهات في ذهن القارئ صورًا حية لحيوانات مختلفة تُجسّد سرعة وقوة الفرس.
  • الإيجاز: استطاع الشاعر أن يصف خصائص الفرس العديدة في بيت واحد.

الخلاصة:

يُعدّ هذا البيت من أجمل أبيات الشعر العربي وأكثرها دقة في وصف خصائص الفرس، ويُظهر قدرة الشاعر على استخدام التشبيهات البليغة لخلق صور حية في ذهن القارئ.