شرح وتحليل: فَتُنْتِج لَكُمْ غلْمانَ أشأمَ كلّهمْ + كَأَحْمَرِ عادٍ ثُمّ تُرضِع فَتَفْطِمِ



فَتُنْتِج لَكُمْ غلْمانَ أشأمَ كلّهمْ + كَأَحْمَرِ عادٍ ثُمّ تُرضِع فَتَفْطِمِ


الشرح:

الشؤم: ضد اليمن، ورجل مشئوم ورجال مشائيم كما يقال ميمون ورجال ميامين، والأشأم أفعل من الشؤم وهو مبالغة المشئوم، وكذلك الأيمن مبالغة الميمون وجمعه الأشائم وأراد بأحمر عاد أحمر ثمود وهو عاقر الناقة، واسمه قدار بن سالف.
يقول: فتولد لكم أبناء في أثناء تلك الحروب كل واحد منهما يضاهي في الشؤم عاقر الناقة ثم ترضعهم الحروب وتفطمهم، أي تكون ولادتهم ونشوؤهم في الحروب فيصبحون مشائيم على آبائهم.

التحليل:

البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى، وهو أحد أشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي. يصف الشاعر في هذا البيت نتائج الحرب بين قبيلتي عبس والذبيان، التي كانتا من أشد القبائل العربية عداوة في ذلك الوقت.
يقصد الشاعر بـ"غلمان أشأم" أي غلمان شؤم، يحملون فيهم صفات الشر والفساد. ويضرب الشاعر مثلاً بأحمر عاد، وهو رجل من قبيلة ثمود، عقر ناقة صالح عليه السلام، فأهلك الله قومه بسبب فعله.
يقول الشاعر إن الحرب ستنتج غلمانا أشأم من أحمر عاد، أي أن هؤلاء الغلمان سيكونون أكثر شرًا وفسادًا من أحمر عاد نفسه.
ويقارن الشاعر بين الحرب والرحى، فيقول إن الحرب تطحن الناس كما تطحن الرحى الحب، ولكنها لا تنتج إلا غلمانا أشأم.
ويختم الشاعر البيت بقوله: "ثم ترضع فتفطم"، أي أن هؤلاء الغلمان سيكبرون وينتشرون في المجتمع، حاملين معهم شرورهم وفسادهم.

يمكن تحليل البيت من عدة جوانب:
  • الجانب الاجتماعي: يُظهر البيت الجانب الاجتماعي للحرب، حيث يُظهر أن الحرب تنتج فسادًا وشرًا في المجتمع.
  • الجانب الأدبي: يُعد البيت من الأمثلة البارزة على أسلوب الزجر والوعظ في الشعر الجاهلي.
  • الجانب اللغوي: يُعد البيت من الأمثلة البارزة على أسلوب التشبيه والاستعارة في الشعر الجاهلي.
وفي الختام، يمكن القول إن البيت يُعد من أبيات الشعر الجاهلي التي تحمل قيمة اجتماعية وأدبية كبيرة.