شرح وتحليل: كأنّ دِماءَ الهادِياتِ بنَحْرِهِ + عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بشَيبٍ مُرَجَّلِ



كأنّ دِماءَ الهادِياتِ بنَحْرِهِ + عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بشَيبٍ مُرَجَّلِ


شرح الكلمات:

تثنية الدم الدَّمان والدميان؛ ومنه قول الشاعر: [الوافر]:
فلو أنا على حجر ذُبحنا + جرى الدَّميانِ بالخبر اليقين
والجمع دماء ودُمِيّ، والتصغير دُمَيّ، والقطعة منه دَمَة، حكاها الليث، وقد دمي الشيء يدمي إذا تلطخ بالدم، وأدميته أنا ودميته.
الهاديات المتقدمات والأوائل، وسمي المتقدم هاديًا؛ لأن هادي القوم يتقدمهم، ومنه قيل لعنق الفرس هادٍ؛ لأنه يتقدم على سائر جسده.
عصارة الشيء: ما خرج منه عند عصره. الترجيل: تسريح الشعر. المرجَّل: الْمُسَّرح بالمشط.

معاني الكلمات:

يقول: كأن دماء أوائل الصيد والوحش على نحر هذا الفرس عصارة حناء خضب بها شيب مُسَرَّح، شبه الدم الجامد على نحره من دماء الصيد بما جف من عصارة الحناء عن شعر الأشيب، وأتى بالمرجَّل لإقامة القافية.
البيت من معلقة امرئ القيس بن حجر، وهو من أجمل وأروع الأبيات في الشعر العربي.
يفتتح امرؤ القيس قصيدته بالحديث عن فرسه، ويسبغ عليه صفات القوة والجمال. ويصف هنا لون دماء الوحوش التي أصابت صدر فرسه بأنها تشبه عصارة الحناء على شعر أبيض مصفف.

شرح البيت:

كأنّ دِماءَ الهادِياتِ بنَحْرِهِ: تشبيه بليغ، حيث شبه امرؤ القيس دماء الوحوش التي أصابت صدر فرسه بعصارة الحناء على شعر أبيض مصفف.
عُصَارَةُ حِنَّاءٍ: عصارة الحناء هي مادة سائلة تُستخدم لتلوين الشعر.
بشَيبٍ مُرَجَّلِ: الشعر المرجل هو الشعر الأبيض المصقول.

تحليل البيت:

  • البيت من أسلوب التشابه، حيث يشبه امرؤ القيس دماء الوحوش بعصارة الحناء.
  • البيت من أسلوب المبالغة، حيث يبالغ امرؤ القيس في وصف جمال فرسه.
  • البيت من أسلوب التصوير، حيث يصور امرؤ القيس دماء الوحوش على صدر فرسه وكأنها عصارة الحناء على شعر أبيض مصفف.

معنى البيت:

يقول امرؤ القيس: كأن دماء الوحوش التي أصابت صدر فرسي قد حلت محل عصارة الحناء على شعر أبيض مصفف، وذلك لشدة بياضها وجمالها.

تحليل دلالات البيت:

  • يعكس البيت تعلق امرؤ القيس بفرسه، وحرصه على وصف جماله.
  • يعكس البيت براعة امرؤ القيس في الوصف، واستخدامه للمحسنات البديعية.
  • يعبر البيت عن قدرة اللغة العربية على التعبير عن المعاني الجميلة.