فَتَعْرُكُكُم عرْكَ الرَّحى بثِفالها+ وَتَلْقَحْ كِشافًا ثُمّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ
شرح الكلمات:
- ثفال الرحى: خرقة أو جلدة تبسط تحتها ليقع عليه الطحين.
- الباء في قوله بثفالها بمعنى مع.
- اللقح واللقاح: حمل الولد، يقال: لقحت الناقة، والإلقاح جعلها كذلك.
- الكشاف: أن تلقح النعجة في السنة مرتين.
- أنتجت الناقة إنتاجًا: إذا ولدت عندي، ونتجت الناقة تنتج نتاجًا.
- الإتآم: أن تلد الأنثى توأمين، وامرأة متآم إذا كان ذلك دأبها، والتوأم يجمع على التؤام.
ومنه قول الشاعر: [الرجز]:
قالت لنا ودمعها تؤام + كالدر إذ أسلمه النظام
معاني البيت:
يقول: وتعرككم الحرب عرك الرحى الْحَبَّ مع ثفاله، وخص تلك الحالة لأنه لا يبسط إلا عند الطحن، ثم قال: وتلقح الحرب في السنة مرتين وتلد توأمين، جعل إفناء الحرب إياهم بمنزلة طحن الرحى الحب، وجعل صنوف الشر تتولد من تلك الحروب بمنزلة الأولاد الناشئة من الأمهات، وبالغ في وصفها باستتباع الشر شيئين: أحدهما جعله إياها لاقحة كشافًا، والآخر إتآمها.
تحليل البيت:
هذا البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى، وهي من أشهر المعلقات الشعرية العربية. ينتقد الشاعر في هذا البيت الحرب ويصفها بأنها شر عظيم يلحق الضرر بالناس.
يبدأ الشاعر بتشبيه الحرب بالرحا التي تطحن الحب بقوة، فيقول: "فتعرككم عرك الرحى بثفالها". ومعنى ذلك أن الحرب تقتل الناس وتدمرهم بلا رحمة، كما تفعل الرحى بالحب.
ثم يصف الشاعر الحرب بأنها تلد الشر وتغرس بذوره في النفوس، فيقول: "وتلقح كشافًا ثم تنتج فتتئم". ومعنى ذلك أن الحرب تنتج شرورًا كثيرة، مثل القتل والدمار والفساد.
ويختم الشاعر البيت بتشبيه الحرب بالأم التي تلد أبناءً مشائيم، فيقول: "كأحمر عادٍ ثم تُرضِع فتُفطِمِ". ومعنى ذلك أن الحرب تنتج أبناءً أشرارًا يرثون شرور الحرب وينشرونها في المجتمع.
وهكذا نرى أن الشاعر زهير بن أبي سلمى يعبر في هذا البيت عن كرهه للحرب وخوفه منها، ويحذّر الناس من شرورها.
تحليلات إضافية للبيت:
وفيما يلي بعض التحليلات الإضافية للبيت:
- استخدام الشاعر التشبيهات والتجسيدات لتصوير شرور الحرب.
- استخدام الشاعر اللغة العربية الفصيحة والبليغة.
- التعبير عن أفكار الشاعر بأسلوب قوي وعاطفي.
وهذا البيت من البيتين المشهورين من معلقة زهير بن أبي سلمى، وقد استشهد به العديد من الشعراء والكتاب العرب.
0 تعليقات:
إرسال تعليق