وَبَيْضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُهَا + تَمَتَّعْتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعَجَّلِ
شرح الكلمات:
- أي: ورب بيضة خدر، يعني: ورب امرأة لزمت خدرها، ثم شبهها بالبيض، والنساء يشبهن بالبيض من ثلاثة أوجه: أحدها بالصحة والسلامة عن الطمث2، ومنه قول الفرزذق: [الوافر]:
خرجن إلَيّ لم يطمثن قبلي + وهن أصح من بيض النَّعام
- ويروى: دفعن إلي، ويروى: برزن إِلَيّ؛ والثاني: في الصيانة والستر؛ لأن الطائر يصون بيضه ويحضنه، والثالث: في صفاء اللون ونقائه؛ لأن البيض يكون صافي اللون نقيه إذا كان تحت الطائر، وربما شبهت النساء ببيض النعام، وأريد أنهن بيض تشوب ألوانهن صفرة يسيرة وكذلك لون بيض النعام، ومنه قول ذي الرُّمَّة: [البسيط]: كأنها فضة قد مسها الذهب.
- الرَّوم: الطلب والفعل منه يروم: الخباء: البيت إذا كان من قطن أو وبر أو صوف أو شعر، والجمع الأخبية.
- التمتع: الانتفاع. وغير يروى بالنصب والجر فالجر على صفة لهو، والنصب على الحال من التاء في تمتعت.
شرح البيت:
ويقول: وربّ امرأة كالبيض في سلامتها من الافتضاض، أو في الصون والستر أو في صفاء اللون ونقائه، أو في بياضها المشوب بصفرة يسيرة ملازمة خدرها غير خرَّاجة ولَّاجة انتفعت باللهو بها على تمكث وتلبث لم أعجل عنها ولم أشغل عنها بغيرها.
تحليل البيت:
- البيت من معلقة امرئ القيس، وهو يصف فيه محبوبته.
- وبيضة خدر لا يرام خباؤها: أي أنها فتاة حسناء جميلة، محجبة في خدر أبيها، لا يسهل الوصول إليها.
- تمتعت من لهو بها غير معجل: أي أنه استمتع بجمالها وفتنتها، لكنه لم يستعجل في الزواج منها.
الخصائص الفنية:
هذا البيت من أجمل أبيات الشعر العربي، لما فيه من بلاغة ووصف بديع. وقد استخدم فيه امرؤ القيس عدة ألوان بلاغية، منها:
- تشبيه: في قوله "بيضة خدر"، فقد شبه محبوبته بالبيضة في نعومتها وبياضها، وهذا يدل على جمالها وفتنتها.
- كناية: في قوله "لا يرام خباؤها"، فقد شبه خدر محبوبته بشيء مستحيل الوصول إليه، وهذا يدل على صعوبة الوصول إليها.
- استعارة: في قوله "تمتعت من لهو بها غير معجل"، فقد استعار اللهو من اللعب، وهذا يدل على تمتعه بجمال محبوبته.
شرح مفصل للبيت:
فيما يلي شرح مفصل للبيت:
- بيضة خدر: البيضة ترمز إلى الرقة والنعومة، والخدر يرمز إلى الحجاب والحشمة، فكأن محبوبة امرئ القيس بيضاء ناعمة، وذات حجاب وحشم.
- لا يرام خباؤها: الخباء هو المكان الذي يختبئ فيه الشيء، فكأن محبوبة امرئ القيس محجبة في خدر أبيها، لا يسهل الوصول إليها.
- تمتعت من لهو بها غير معجل: اللهو هو اللعب والاستمتاع، والمراد به هنا الاستمتاع بجمال محبوبته وفتنتها. وقوله "غير معجل" يدل على أنه لم يستعجل في الزواج منها، بل انتظر حتى يطمئن إلى صدق حبه لها.
وبناءً على هذا الشرح، فإن البيت يصف محبوبة امرئ القيس بأنها فتاة حسناء جميلة، محجبة في خدر أبيها، لا يسهل الوصول إليها، وقد استمتع امرؤ القيس بجمالها وفتنتها، لكنه لم يستعجل في الزواج منها.
التسميات
شرح معلقة امرئ القيس