علم الجغرافيا.. دراسة الجغرافيا بالظواهر الطبيعية والبشرية والاهتمام بالاختلافات والتشابهات المكانية



إن تأثر الفكر الجغرافي باتجاهات فكرية أخرى سيجعل معتنقي كل اتجاه يقومون بصياغة تعاريف لعلم الجغرافيا تعكس اتجاهاتهم الفكرية.

وهكذا تعددت الاتجاهات وتنوعت المدارس الجغرافية التي تعكسها كثرة التعريفات.

ومع ذلك تتميز الجغرافيا بعدد من الملامح العامة التي توضح اهتمامها بدراسة العلاقات والاختلافات بين الظاهرات المختلفة والتي يمكن بلورتها على النحو التالي:

1ـ ارتباط دراسة الجغرافيا بالمكان ارتباطاً وثيقاً سواء أكان هذا المكان مساحة محدودة أم على مستوى العالم.

2ـ اهتمام دراسة الجغرافيا بالظاهرات الطبيعية والبشرية على حد سواء.

3ـ إبراز عملية التوزيع والتحليل والوظيفة (العلاقات بين الأماكن).

4ـ الاهتمام بالاختلافات والتشابهات المكانية.

4ـ السعي إلى الشخصية الإقليمية المتميزة.

وبالتالي يصبح علم الجغرافيا هو ذاته العلم المكاني والذي تدور نظرية المعرفة Epistemology فيه حول تنمية المعرفة المكانية.

ويستهدف البحث فيه الكشف عن التركيبة العناصرية للمكان في أوضاعها الراهنة، وأنماط هذه التراكيب عبر الأمكنة والأزمنة، والوقوف على التحولات التي تطرأ على هذه التراكيب العناصرية للمكان عبر الزمن لاستخلاص القوانين والميكانيزمات التي تنبئ بمستقبل هذا المكان أو الظاهرة أو ما يشبهها من أمكنة أخرى أو ظاهرات شبيهة، والوصول بهذه التراكيب العناصرية للأمكنة إلى حالة التوازن.

ويتضح من هذا المفهوم المعاصر لعلم الجغرافيا أنه يتجاوز الوضع الحالي للظاهرة الجغرافية وينتقل إلى المستقبليات.