شرح وتحليل النص القرائي التلوث الصناعي لأسامة الخولي - البيئة وقضايا التنمية والتصنيع



النص: التلوث الصناعي، ص- 160.

شهد العقدان الأخيران من القرن الماضي ظهور نوع جديد من المشاكل البيئية ذات الأبعاد العالمية. وكان انحسار طبقة الأوزون العليا أولها، تبعته قضية تغير المناخ الشائكة والمعقدة، بالإضافة إلى ما يؤدي إليه تراكم الملوثات في الهواء من انتشار أمراض التنفس في المجتمع بدرجات متزايدة، عاما بعد عام، أو تراكم ملوثات مجاري المياه، وانتشار الفشل الكلوي والزيادة المستمر في عدد المصابين به، وفي تكلفة علاجهم، أو التأثير السلبي لاستخدام وقود سيارات يحتوي على مركبات الرصاص، في نمو القدرات الذهنية لأجيال المستقبل من الأطفال.

إن التطلع إلى مستقبل بيئة نظيفة ومعطاء للأجيال القادمة يتطلب من جهة، اقتراح حلول ناجعة للحفاظ على البيئة، ويتطلب من جهة ثانية، الوعي بكون مشاكل البيئة تجاوزت، مع مرور الزمن، النطاق المحلي إلى المنطقة، ثم المدينة، فالإقليم، فالدولة، فمجموعة الدول المجاورة. بل إن الأمر قد امتد الآن ليشمل كوكب الأرض كله.

يضاف إلى هذا عدم فاعلية، أو غياب الأدوات المجتمعية الكفيلة بتحقيق الالتزام بالمتطلبات البيئية. فقد أثبتت التجربة أن الاكتفاء بإصدار القوانين التي تنص على حماية البيئة، هو أقل الحلول جدوى وأكثرها كلفة، وبالخصوص في المجتمعات النامية. وهناك اليوم توجهات جديدة لاستخدام أدوات أخرى، مثل التوعية التي تشير التجارب إلى أنها غالبا ما تكون أكثر فائدة.

إن هذه المشاكل ليست وقفا على الوطن العربي، بل إن كثيرا من الدول المصنعة ما زالت تعاني منها. ومن الواضح أن المجتمع الصناعي لم ينشط كثيرا في الماضي للحد من التلوث الناجم عن نشاطاته. وإذا كان من حقنا أن نشجب هذا الموقف، فإنه من الأفضل، إذا ما أردنا أن نساهم في تغييره، أن نفهم كيف ولماذا نشأ الانطباع العام لدى الصناعيين بأن مكافحة التلوث عملية مكلفة، لا قبل لهم بتحمل تكاليفها.

إن الواقع يؤكد اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن رعاية البيئة تقع في قلب التنمية المستدامة. ولذلك فإن مواجهة مظاهر تدمير البيئة، لا تقف فقط عند نقطة تحديد المسؤول الحقيقي عن التلوث الصناعي ونتائجه، بل تتجاوز ذلك إلى ضرورة البحث عن أفضل السبل وأقلها كلفة، للحد من هذا التلوث وأضراره على البيئة والصحة العامة والاقتصاد والموارد الطبيعية.
أسامة الخولي: "البيئة والتنمية والتصنيع''
سلسلة عالم المعرفة، العدد285- سبتمبر
 2002- ص230-231 (بتصرف)

توثيق النص:

  • نوعية النص: مقالة علمية تنتمي للمجال البيئي والسكاني.
  • صاحب النص: أسامة الخولي، كاتب مصري..
  • مصدر النص: البيئة وقضايا التنمية والتصنيع سلسلة عالم المعرفة (ع 285)

الشرح اللغوي:

  • تكلفة: ما ينفق على صنع الشيء أو عمله.
  • ناجعة: اسم فاعل من نجع، إذا نفع وأثر تأثيرا حسنا.
  • نشجب: نستنكر.
  • الوقاية: من حفظ وصان.
  • انحسار طبقة الأوزون: انكشافها وتراجعها.

الفكرة العامة:

التلوث الصناعي وخطورته على البيئة، وسبل معالجتها.

الأفكار الأساسية:

  • ذكر الكاتب المشاكل البيئية الثلاث التي شهدها العقدان الأخيران من القرن الماضي.
  • أهم المتطلبات لتوفير بيئة نظيفة وسليمة.
  • التوعية بأخطار التلوق أفضل حل من إصدار القرارات والقوانين.
  • نشوء انطباع عام لدى الصناعة بأن مكافحة التلوث شيء مكلف.

التحليل:

الحلول المقترحة لحل مشكل تلوث البيئة:
  • رعاية البيئة في قلب التنمية المستدامة.
  • البحث عن أفضل السبل الأقل كلفة.
  • أبرز أنواع التلوث التي ذكرها الكاتب في النص.
  • حدد الأمراض الناتجة عن التلوث.
  • بين من خلال النص أهم المجالات التي تظهر فيها الآثار السلبية للتلوث.
  • فسر قول الكاتب: "إن رعاية البيئة تقع في قلب البيئة المستدامة".