شرح وتحليل النص الشعري سلة ليمون لأحمد عبد المعطي حجازي - مدينة بلا قلب



القصيدة:
سلّة ليمون!
تحت شعاع الشمس المسنون
والولد ينادي بالصوت المحزون:
"عشرون بقرش"
"بالقرش الواحد عشرون!"

***
سلّة ليمون، غادرت القرية في الفجر
كانت حتّى هذا الوقت الملعون،
خضراء، منداة بالطلّ
سابحة في أمواج الظلّ
كانت في غفوتها الخضراء عروس الطير
أوّاه!
من روّعها؟
أيّ يد جاعت، قطفتها هذا الفجر!
حملتها في غبش الإصباح
لشوارع مختنقات، مزدحمات،
أقدام لا تتوقّف، سيّارات؟
تمشي بحريق البنزين!
مسكين!
لا أحد يشمّك يا ليمون!
والشمس تجفف طلّك يا ليمون!
والولد الأسمر يجري، لا يلحق بالسيّارات
عشرون بقرش
"بالقرش الواحد عشرون!"

***
سلّة ليمون!
تحت شعاع الشمس المسنون
و قعت فيها عيني،
فتذكّرت القرية!

النص:
سلة ليمون ص- 184.

صاحب النص:
أحمد عبد المعطي حجازي..

مصدر النص:
ديوان (مدينة بلا قلب) ص- 116.

اللغة:
المسنون: الحسن الجميل، الضوء القوي.
الغفوة: النعاس..
منداة: مبتلة بقطرات الندى.
روعها: أخافها وأفزعها (قطفها)
الطل: المطر الضعيف.
الغبش: ظلمة آخر الليل.

الفكرة العامة:
تذكر الشاعر للقرية والريف بعد أن رأى الطفل الأسمر يجوب شوارع المدينة وهو يعرض سلة ليمون على الزبائن بدون جدوى..

الأفكار الأساسية:
1- المقطع الأول:
وصف الشاعر لسلة ليمون في يد الولد الأسمر ، وانشغال الناس بهمومهم وعدم اكتراثهم لليمون الذهبي الأوصاف التي أضفاها الشاعر على الليمون قبل قطفه (خضراء منداة بالطل).

2- المقطع الثاني:
تأثر الشاعر لمآل الليمون في المدينة:
- استنكار الشاعر اعتداء اليد التي قطفت الليمون بقسوة.
- نعت الشاعر المدينة بلا قلب ولا رحمة ولا شفقة.
- تأثر الشاعر لحال السلة والولد الأسمر.

التذوق والاستثمار:
الأوصاف التي أثارت انتباهي في وصف الليمون هي: خضراء- منداة بالطل.

هذا ما تدل عليه الصورة في أعلى صفحة الكتاب: ليمون أحمر مائل إلى الصفرة، ذهبي اللون تحيط به أوراق خضراء فوقها قطرات الطل تزيدها جمالا وبهاء.

لقد أثارت في القصيدة عاطفة الرحمة والشفقة على الليمون والولد الأسمر في مدينة بلا قلب بلا رحمة، بلا شفقة لا أحد يعرف الآخر، فالكل منشغل ومنهمك بمشاغله واهتماماته فلا أحدا اهتم بالليمون.

وصف الشاعر الوقت والزمن بالملعون، لأنه في هذه الآونة والوقت بالضبط يقت تمرات الليمون..

وصف الشاعر اليد التي قطفتها بالجائعة، وفي هذا مجاز لأن البطن هي التي تجوع فتدفع باليد إلى أن تقطف وتبيع الثمار وتشتري بثمنها ما يسد رمق البطن.


0 تعليقات:

إرسال تعليق