مراحل السياسة المالية الفاطمية ببلاد المغرب:
يلاحظ الدارس للسياسة المالية الفاطمية ببلاد المغرب، أنها مرت بمرحلتين:
- مرحلة الدعوة الفاطمية:
بزعامة أبي عبد الله الشيعي، تميزت بتطبيق سياسة مالية حذرة، تجمع بين أصول النظام المالي في الإسلام، وبين بعض أسس الدعوة الشيعية (ففي هذه المرحلة نجد عبد الله الشيعي، بالرغم من محاولته تحقيق رغبة الشيعة في تقوية وضعيتهم المالية في المغرب، كان يتصرف بحذر.
انتقاد السياسة الجبائية الأغلبية:
وحاول في البداية نشر روح التضامن بين المؤمنين في المجتمع الكتامي، وأصبح كل واحد منهم لا يعد لنفسه مالا دون أخيه "ولا يرى الفضل و الشرف إلا في ما وصل اليه، فأعان به فلم تكن أمة من الأمم و لا أهل قرن من القرون على مثل ما كانوا عليه".وقد حاول أبو عبد الله، في البداية انتقاد السياسة الجبائية الأغلبية، وذلك من خلال تركيز روح الاشتراكية المالية في المجتمع الكتامي.
مرحلة السياسة المالية الفاطمية:
- أما المرحلة الثانية، فهي السياسة المالية الفاطمية، فقد بدأت بعد خروج عبيد الله من سجنه بسجلماسة، وتأسيس الخلافة الفاطمية.السلطة لقادة الجيش:
وانطلاقا من هذه الفترة، ستصبح السياسة المالية الفاطمية واضحة المعالم، وأصبح لقواد الجيش اليد المطلقة في نهج الأساليب، التي يرونها لجمع الأموال.الاهتمام بالسياسة الجبائية:
وفي هذه الفترة سيهتم الفاطميون بالسياسة الجبائية اهتماما كبيرا، إلى جانب اهتمامهم بجمع الأموال، ومصادرتها.وقد عرف هذا النظام الجبائي بإرهاقه للسكان، وخاصة سكان الأرياف (كان اشتداد وطأته عليهم سلاحا فعالا اعتمده أبو يزيد الخارجي ضد الفاطميين).
