مكانة القدس الشريف عند المسلمين.. أرض مقدسة بارك الله حولها واختصها بأولى القبلتين وثالث الأحرام



يرقى القدس الشريف إلى ذروة اهتمامات المشتغلين في حقول العمل الإسلامي العام، ويحتل مكانة الصدارة في أوليات القضايا الإسلامية التي تشكل حجر الزاوية في صرح التضامن الإسلامي، والركن الأساسي في بناء منظمة المؤتمر الإسلامي التي أنشئت كرد فعل لتجاوب العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه مع ما حاق بهذه المدينة المقدسة من مكر وعدوان قبل تسع عشرة سنة، مما تمثل في مؤتمر القمة الإسلامي الأول الذي عقد بالرباط عاصمة المملكة المغربية بتاريخ 9-12رجب 1389هـ/22-25 سبتمبر1969م.

لقد انطلق العمل الإسلامي الدولي من الاهتمام المبدئي بالقدس الشريف كأرض مقدسة بارك الله حولها واختصها بأولى القبلتين وثالث الأحرام وارتبطت سياسة التضامن الإسلامي بالعمل الحثيث لتحرير القدس باعتبارها رمزاً لفلسطين وعاصمة لدولتها المرتقبة.

ولا يزال النشاط الدولي على صعيد المجموعة الإسلامية يكرس جهوده لهذه القضية المقدسة التي لا تعدلها قضية دولية مهما ثقلت موازينها وعظمت اعتباراتها.

ولا يزال المسلمون في مختلف أقطار الأرض يتطلعون إلى مدينة القدس بقدر كبير من التعظيم والإجلال، وبقدر ليس أقل شأناً من التحفز والرغبة في التضحية والفداء لاستخلاصها من فكِّ المحتل الغاصب.

وطالما أن القدس الشريف يحتل هذه المكانة الرفيعة في انشغالات الرأي العام الإسلامي الدولي، ونظراً إلى تعلق أفئدة المسلمين في كل مكان بأولى القبلتين وثالث الأحرام، ومراعاة لكل هذه الاعتبارات الدينية والتاريخية والحضارية، رأت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- أن تصدر كتاباً مرجعياً عن مدينة القدس يسهم في التعريف بها على نحو واف، ويقدم خلاصة مستفيضة بالغة التركيز لما حوته كتب التاريخ القديمة والحديثة من معلومات وحقائق وإحصائيات ودقائق التفاصيل عن المدينة المقدسة سعياً وراء إبقائها في دائرة الاهتمام العالمي وللحفاظ على إبقاء جذوة الحماس لها والتعلق بها متقدة في نفوس المسلمين إبطالاً للدعايات المغرضة، ورداً على الادعاءات الكاذبة، ودحضاً للافتراءات المزيفة التي تتولى كبرها الصهيونية العالمية وإسرائيل لتفويت حق المسلمين الطبيعي في مدينة مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومنشأ عيسى عليه السلام ومهبط الوحي.