المخمس - المخمسات.. الشعر الذي يقسم فيه الشاعر قصيدته إلى خمسة أقسام في كل منها خمسة أشطر مع مراعاة نظام ما للقافية في هذه الأشطر



المخمس - المخمسات:

هو الشعر الذي يقسم فيه الشاعر قصيدته إلى خمسة أقسام في كل منها خمسة أشطر مع مراعاة نظام ما للقافية في هذه الأشطر.
والشعر المخمس نوعان:

النوع الأول:

نوع يكون فيه كل خمسة أشطر ذات قافية واحدة، ومستقلة تمام الاستقلال في قوافيها وأوزانها عن الأشطر الخمسة التي تليها.

ومثاله قول إلياس فرحات تحت عنوان (بين الطفولة والشباب):
ظلمتني ظلمتني يا دهر + ماذا تشا؟ هل لك عندي ثأر
كأن دمعي فوق خدي نثر + كأن صدري من سقامي شعر
وكل ضلع من ضلوعي شطر
قد صرت من حزني وامتعاضي + كالهيكل الهادي إلى الأرباض
إن أذكر العهد اللذيذ الماضي + يختلط السواد بالبياض
وتمطـــر العين على الأنقــاض
وهذا الشعر لم ينتشر بين شعرائنا المحدثين.

النوع الثاني:

نوع تتحد فيه القافية في الأشطر الخمسة الأولى، أما في باقي مخمسات القصيدة، فيكون للأشطر الأربعة الأولى من كل مخمس منها قافية خاصة، وتتحد قافية الشطر الخامس مع أشطر المخمس الأول.

ومثاله قول الرصافي:
إلى كم أنت تهتف بالنشيدِ + وقد أعياك إيقاظ الرقودِ
فلست، وإن شددت عرى القصيدِ + بمجد في نشيدك أو مفيدِ
لأن القوم في غيٍّ بعيدِ
إذا أيقظتهم زادوا رقادا + وإن أنهضتهم، قعدوا وئادا
فسبحان الذي خلق العبادا + كأن القومَ قد خلقوا جمادا
وهل يخلو الجماد عن الجمودِ؟

نواة للموشحات:

وهذا النوع من المخمسات هو الذي استحسنه الشعراء المحدثون، فأكثروا منه، ونظموا فيه أغراضا لم يطرقها القدماء، ففيه نظم حافظ إبراهيم قصيدة في رثاء الملكة فكتوريا، ونظم معروف الرصافي قصيدته (الفقر والسقام)، وقصيدته (إيقاظ الرقود).

ويمكن اعتبار هذا النوع من المخمسات مع المربعات نواة للموشحات التي ظهرت فيما بعد، وذلك نظرا لما فيه من عنصر يتكرر في كل قسم من أقسامه.