أَوزان الثلاثي المجرد.. وزن (فعل) المفتوح العين. وزن (فعل) المكسور العين. وزن (فعل) بضم العين



أَوزان الثلاثي المجرد:

للماضي من الثلاثيّ المجرَّد ثلاثةُ أوزان: "فَعَلُ وفَعِلَ وفَعُلَ".

1- وزن (فعل) المفتوح العين:

وزنُ (فَعَلَ) - المفتوح العين: ككتبَ وجلسَ وفتحَ يكون مضارعه، إما مضمومّها: كيكتُبُ، وإما مكسورَها كيجلِسُ، وإما مفتوحَها كيفتَحُ.

بابُ (فَعَل يَفعُل):

بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع - يأتي منه، غير مُطردٍ الصَّحيحُ السالمُ: كنصرَ ينصرُ، والمهموزُ الفاء: كأخذَ يأخذُ. مويَطَّرِدُ فيه الأجوفُ والناقصُ الواويّانِ، نحو: "قالَ يقولُ ودعا يدعو"، والمضاعفُ المتعدّي، نحو: "مَدَّهُ يَمدُّهُ". وشَذَّ (حَبَّهُ يَحبُّهُ). وجاءَ منه بعضُ أفعالٍ لوجهين ووهي: "بَتَّ الحبلَ يَبُتُّه، وعَلَّهُ يَعُلُّهُ ويعِلُّهُ، ونَمَّ الحديث يَنُمُّهُ وينِمُّهُ، وشَدَّ يَشُدُّهُ ويَشِدُّهُ ورَمَّهُ يَرمُّهُ ويَرِمُّهُ، وهَر الشيء يَهُرُّهُ ويَهِرُّهُ"، والمكسور منها شاذٌ في القياس.

ومما يختصُّ بهذا الباب ما يُرادُ به معنى الفوز في مَقام المُغالبة والمُفاخرة، نحو: "كاتبني فكتبتُهُ أكتُبُهَ"، أي: غالبني في الكتابة فغلبتُهُ فيها. وحينئذ لا يكونُ إلا متعدياً، وإن كان في الأصل لازماً. فمثل "قعد" لازمٌ، فإن قلت: "قاعدَني فقعَدتُهُ أقعُدُهُ"، صار متعدياً.

وكلُّ فعلٍ تُريدُ به معنى الغلبّة والمفاخرة حوَّلْتَهُ إلى هذا الباب، وإن لم يكن منه، فتقول في: "نَزلَ يَنزِلُ، وخَصَمهُ يخصِمُهُ، وعلِمهُ يَعلَمُهُ": "نازلني فَنَزَلتُهُ أنزُلُهُ، وخاصمني فَخصَمتُهُ، وعالمني فَعلَمتُهُ، أعلُمُهُ"، أي: غالبني في ذلك، فغلبتُهُ فيه. إلا ما كان منه مثالاً واويًّا مسكورَ العين في المضارع: كوعدَ يَعِدُ، أو أجوَفَ يائياً: كباعَ يبيعُ، أو معتلَّ الآخر بالياءِ كرمى يرمي، فإنه يبقى على حاله في باب المغالبة.

بابُ "فَعَلَ يَفعِلُ":

بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع - يطرد فيه المثالث الواويُّ، نحو: "وثبَ يَثِبُ" (بشرط أن لا تكون لامُه حرفَ حلقٍ): كوَضعَ يَضَعُ ووَقَعَ يَقَعُ ووسِعَ يَسعُ، ووَطِيءَ يَطَأُ"، والأجوف اليائيُّ، نحو: "شابَ يَشيبُ". والمعتلُّ الآخر بالياءِ، نحو: "قضى يقضي"، بشرط أن لا تكون عينه حرفَ حلقٍ: "كسعى يَسعى، ونَعى المَيْتَ يَنعاه"، والمَضاعف اللازم، نحو: فَرَّ يَفِرُّ" وما جاءَ على خلاف ذلك فهو مخالف القياس.

وبابُ "فَعَلَ يَفعَلُ":

بفتح العين في الماضي والمضارع - يكثُرُ أن يجيءَ منه ما كانت عينُهُ أو لامهُ حرف حلقٍ، نحو: "فتَحَ يَفتَحُ، وسألَ يَسألُ، ووضعَ يَضَعُ".
ولا يكون الفعل مفتوحَ العينِ في الماضي والمضارع إلا إذا كانت عينه أو لامُهُ حرفاً من أحرف الحلقِ، مثلث: "سألَ يَسألُ، وذهبَ يَذهَبُ، وجعلَ يجعلُ، وشغَلَ يَشغَلُ، وفتحَ يفتحُ، وشدَخَ يشدخُ". وأما نحو: "أبى يأبى، ورَكنَ يَركُنُ"، فشاذُّ، ويجوز في الأَوَّل: "أبى يأبي" من باب: "فَعَلَ يَفعِلُ" المفتوح العين في الماضي، المكسورها في المضارع -.

ويجوز في الثاني: "ركنَ يَركُنُ" بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع، و "رَكِنَ يَركَنُ" بكسرِها وفتحها في المضارع.
ووجودُ حرفِ الحلقِ في فعلٍ لا يوجبُ فتحَ عينه في الماضي والمضارع، فمثلُ: "دَخَلَ يَدخُلُ، ورَغِبَ يرغبُ، وبغى يبغي، وسَمعَ يَسمعُ، ونَبُهَ ينبُهُ" وغيرها، ليست من هذا البابِ، معَ وجودِ حرف الحلقِ في مُقابل عينها أو لامها.

2- وزن (فعل) المكسور العين:

وزن "فَعِلَ" بكسر العينِ - كعلِمَ، لا يكونُ مضارعه إلاّ مفتوح العينِ: كيَعلَمُ، لأنه إن كان الماضي مكسورَ العين فمضارعه لا يكونُ، إلاَّ مفتوحَها، إلاّ أربعةَ أفعالٍ شاذةٌ، جاءَت مكسورةَ العين في الماضي والمضارع. ويجوزُ في مضارعها الفتحُ، وهو الأفصحُ والأولى وهيَ: "حسِبَ يحسَبُ ويحسِبُ، وبَئِسَ يَبأَسُ ويَبْئِسُ، ونَعمَ يَنعمُ، ويَئِسَ يَيْأَسُ ويَيْئِسُ" وجاء شُذوذاً "وَرِثَ يَرِثُ ووَمِقَ يَمِقُ وورِمَ الجرحُ يَرِمُ، ووثِقَ به يثِقُ، ووريَ الزَّندُ يَرِي، ووَفِقَ أمرَه يَفِقُهُ" وليس فيها إلاّ كسرُ العين في الماضي والمضارع، إلا "وَرِي يَرِي" فيجوز فيه "وَرَى يَرِي" بفتح العين في الماضي وكسرِها في المضارع - وهو الأفصح.

وتكثُرُ في هذا الباب الأفعالُ الدَّالةُ على العِلَل والأحزان وأضدادِهما، نحو: "سَقِمَ وحَزِنَ وفَرِحَ"، وما دلَّ على خُلُوٍّ أو امتلاءٍ، نحو: "عَطِشَ وشَبِعَ" وتجيءُ الألوان والعُيوب والحِلى كلُّها عليه، نحو: سوِدَ وعَرِجَ ودَعِجَ".

3- وزن (فعل) بضم العين:

وزنُ "فَعُلَ" بضمّ العين في الماضي - مثلُ "حَسُنَ"، لا يكون مضارعهُ إلاّ مضمومَها، مثلُ: "يَحسُنُ".
يأتي من هذا البا ما دلَّ على الغرائز والطبائع الثابتة، نحو: "كرُمَ، وعَذُب الماءُ، وحَسُنَ، وشَرُفَ، وجَمُلَ، وقَبُحَ".
وكلُّ فعلٍ أردتَ التعجبَ به أو المدح، أو الذمَّ، حَوَّلتُهُ إلى هذا الباب، وإن لم يكن منه. (كما قدَّمنا في مبحث: أفعال المدح والذَّم) نحو: "كتُبَ الرجلُ سعيدٌ!" بمعنى "ما أكتبهُ!" تريدُ المدحَ والتعجب معاً.

ما كان على وزن "فَعُلَ":

لا يكونُ إلاّ لازماً، لأنه لا يكون إلا لمعنًى مطبوعٍ عليه من هو قائمٌ به، (أي: للسَّجايا والطبائع) مثلُ: "كرُمَ ولؤُمَ" أو كمطبوعٍ عليه، مثلُ: "فَقُهَ وخَطُبَ"، (أي، "صارَ فقيهاً وخطيباً" وغيرُه يكونُ متعدّياً، ويكون لازماً.

وحركةُ العينِ في الأمر، من هذه الأوزان المذكورة، كحركة العين في مُضارعه، مثلُ: "انصُرْ واجمُلْ وارجِعْ واسألْ واعلَمْ".
وهذه الأوزان سَماعيَّةٌ كلها، إلا ما اطَّردَ منها.
أما أوزانُ المزيد فيه، فكلُّها قياسيَّةٌ، وكذا وزنُ الرُّباعيِّ المجرَّد.