مواضيع النقد الثقافي.. دراسة النصوص والخطابات من خلال الانتقال مما هو جمالي إلى ماهو ثقافي وتاريخي وسياسي وإيديولوجي ومؤسساتي



النقد الثقافي:

يتركز النقد الثقافي على دراسة النصوص والممارسات الثقافية من منظور اجتماعي وسياسي. ويسعى إلى فهم كيفية إنتاج هذه النصوص والممارسات، وكيف تخدم مصالح مجموعات معينة على حساب مجموعات أخرى.

موضوعات النقد الثقافي:

تتنوع موضوعات النقد الثقافي على نطاق واسع، ولكنها تتضمن بشكل عام ما يلي:

- السلطة:

يدرس النقد الثقافي كيفية استخدام النصوص والممارسات الثقافية لتعزيز سلطة مجموعات معينة، أو لتحدي الهيمنة.

- الهوية:

يدرس النقد الثقافي كيفية تشكيل النصوص والممارسات الثقافية للهوية الفردية والجماعية.

- التمثيل:

يدرس النقد الثقافي كيفية تمثيل النصوص والممارسات الثقافية للأشخاص والجماعات المختلفة.

- الاختلاف:

يدرس النقد الثقافي كيفية التعامل مع الاختلافات الاجتماعية والثقافية في النصوص والممارسات الثقافية.

- الاستهلاك:

يدرس النقد الثقافي كيفية إنتاج واستهلاك النصوص والممارسات الثقافية.

أمثلة لموضوعات النقد الثقافي:

  • فيما يلي بعض الأمثلة المحددة لموضوعات النقد الثقافي:
  • كيف تصور الأفلام والبرامج التلفزيونية النساء والأشخاص الملونين؟
  • كيف تستخدم الإعلانات التسويقية لترسيخ الصور النمطية حول الجمال والكمال؟
  • كيف تساهم الثقافة الشعبية في تعزيز العنف والتمييز؟
  • كيف يمكن للنصوص والممارسات الثقافية أن تساعد في تحدي الهيمنة وتعزيز العدالة الاجتماعية؟

تطبيقات النقد الثقافي:

يمكن تطبيق النقد الثقافي على مجموعة واسعة من النصوص والممارسات الثقافية، بما في ذلك:
  • الأدب.
  • الفنون البصرية.
  • الموسيقى.
  • السينما.
  • التلفزيون.
  • وسائل التواصل الاجتماعي.
  • الثقافة الشعبية.
يمكن أن يكون النقد الثقافي أداة قوية لفهم العالم من حولنا، وكشف كيفية تأثير النصوص والممارسات الثقافية على أفكارنا وسلوكنا.

مواضيع النقد الثقافي:

تتناول الدراسات الثقافية بصفة عامة، والنقد الثقافي بصفة خاصة، المواضيع ذات الطبيعة الثقافية والذهنية والفكرية، سواء أكان ذلك في المجتمعات الطبيعية البدائية أم المجتمعات الثقافية المتمدنة. أي: دراسة ثقافات المجتمع المختلفة، ودراسة نظمه، وقيمه، وعاداته، وتقاليده، وأنماط تفكيره وتصوره. والتعريف كذلك بوسائطه، وفنونه، وإنسانياته.
ويعني هذا أن الثقافة ترتبط بعالم الفن، والخيال، والأفكار، والتشكلات البشرية، والتركيز على المؤسسات الثقافية، وتبيان أنظمتها الدلالية، ومعرفة كل ما أنتجته الثقافة وما أفرزته.
ومن ثم، فالنقد الثقافي هو الذي يدرس النصوص والخطابات ضمن أنساقها الثقافية المضمرة، سواء أكان ذلك في الشعر أم  في الرواية أم  في القصة أم في المسرح، بل يمكن القول: إن النقد الثققافي يمكن تطبيقه في جميع المجالات الأدبية والفنية.

مواضيع الطابو:

ومن ثم، يدرس النقد الثقافي مواضيع الطابو (المرأة، والجنس، والشذوذ، والسحاق، واللواطية، والاغتصاب...)، وعلاقة الأنا بالغير، والهويات المهمشة، والمواضيع المرفوضة والممنوعة في الأوساط الأكاديمية، كما تنكب على الأعراف غير المقبولة مؤسساتيا.
وبهذا، تتحول ثقافة الهامش إلى ثقافة المركز.
ومن هذه الصعوبة القاهرة، أصبح التعامل مع الثقافة تعاملا محليا. أي: ضمن المؤسسة (الثقافة) الخاصة.
ولذلك، يأتي تعريف الثقافة أبدا مقصورا على خصوصية مجتمعه، ومقصورا على ذاتية الخصوصية. أي: إن النظام الثقافي في خصوصيته سيبقى منغلقا على نفسه مهما حاول الانفتاح.

خصوصية منغلقة:

وليس مستغربا أن نجد دراسات الثقافة تصب اهتمامها على جزئية فرعية أو على مجتمعات صغيرة جدا ومحدودة كالاهتمام بجزئية من قيم المجتمعات البدائية في علم الأنتروبولوجيا، أو دراسات الجنوسة (التذكير والتأنيث) كموضوعة (تيمة) في نصوص بعينها، أو التركيز على الجنس في الدراسات النسائية، وهلم جرا.
ويعود سبب الخصوصية المنغلقة إلى حد الثقافة نفسه، وخصوصية الثقافة ذاتها. فإذا كان الحد يقضي بأن الثقافة نظام دلالي، فلابد أن يقف النظام الدلالي نفسه حدا بين ثقافة وأخرى.
وعليه، فمواضيع النقد الثقافي عديدة ومتنوعة، ومن الصعب استقصاؤها، أما في مجال النقد الأدبي، فيدرس النقد الثقافي النصوص والخطابات من خلال الانتقال مما هو جمالي إلى ماهو ثقافي وتاريخي وسياسي وإيديولوجي ومؤسساتي.