دراسة وشرح وتحليل خطبة حجة الوداع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم



الخطبة الاسلامية:
إن فيها أفكارا ومعاني مستمدة من القرآن.
أول ما تبدأ بها الخطبة الديباجة تعتمد على البسملة والحمدلة، الاستغفار والتعوذ .. إذا لم تبدأ الخطبة بالديباجة تسمى البتراء.
امتازت الخطبة بالعصر الاسلامي بقلة السجع، الا ما جاء منه عفوا، من ناحية طول ما بين الايجاز والاطناب، الخطيب يلائم حسب مقتدى الحال.

إن الحمد لله - بالذي هو خير:
في بداية الخطبة هناك ديباجة وهي الافتتاحية، ان لم نعمل ما يأمره الله سبحانه وتعالى سنقع في الضلال.
والنفس أمارة هذه المقدمة تخدم مضمون أو الفحوى، الهداية هي الارشاد فإذا اتبعنا الاحكام الشرعية التي أمر الرسول (ص) سنكون قد اهتدينا.
الخشية هي الايمان اي خشية الله، المؤمن يخشى الله في السر والعلن، هي التي تجعل الانسان يبتعد عن الضلال.
الرسول (ص) يحث على السلوك الحسن يحث على الايمان وخشية الله لان سلوك الانسان يدل على ما في قلبه، وذلك من خلال الالتزام بما أمر به والابتعاد عما نهى عنه.

أما بعد - في موقفي هذا:
ينتقل من المقدمة الى المضمون، يجذب انتباه الناس.
ذكر الرسول امور تبين لهم الحق من الباطل، يتنبأ بانه سيموت قريبا اي بقرب الأجل، وهذا بحد ذاته كفيل بان يجذب انتباه المسلمين لما سيُقال والموقف هو موقف عرفة(الحج).

أيها الناس - ألا هل بلغت:
نداء خارج عن مقتدى الحال للتنبيه، هذا تعميم ولكن ليس كل الدماء والاموال محرمة، هناك تنازل عن الحق إذا كان القتل غير متعمد اي هناك عادة بالجاهلية وهي الاخذ بالثأر في هذا الامر وفضل اللجوء الى القضاء لاخذ الحق الى يوم القيامة.
وشدد على تحريم الثأر وأكد انهم سيلتقون ربهم يوم القيامة.
(ألا هل بلغت) يكرر هذه الجملة لاخلاء المسؤولية ويلقيها على عاتق المسلمين.

فمن كانت عنده امانه ليوءدها الى الذي ائتمنه عليها:
من الأموال المحرمة على المسلمين مال الامانة، اي اعادة الامانات لاصحابها.

وإن ربا الجاهلية - الحرث بن عبد المطلب:
الربا هو الفائض، هناك من يقع في مشكلة ويحتاج الى المال، فيأخذ قرض ومقابل ان يدفع اكثر مما يأخذ، والربا كان في زمن الجاهلية وهذا المال مال محرم، كان العباس بن عبد المطلب وهو عم الرسول من اصحاب الاموال وهو أول من بدأ الربا حيث انه بدأ بتحريم اقرب الناس اليه.

أول من سمح عنه ثأر ابن عمه عامر بن ربيعة حتى يكون قدوة لغيره، ووسلة للإقناع حتى يثبت أن الحكم الشرعي فوق الجميع، احضر امثلة على اقرب الناس اليه حتى يكون قدوة لغيره.

وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية:
الغى الكثير من عادات الجاهلية عادات كانت تستعمل في الجاهلية عدا السدانة والسقاية، السدانة هي خدمة الكعبة وحراستها وادارة شؤونها، السقاية هي سقاية الحجاج حيث كانوا يجمعون ماء زمزم ويحلونها بالزبيب ويسقونها للحجاج.

والعمد قود - فهو من اهل الجاهلية:
القتل المتعمد عقابه القتل اي القاتل يقتل (النفس بالنفس)، اما اذا كان القتل بالخطأ لا يُقتل وانما يكون عقابه الدية وهي قيمتها مائة بعير، ومن يزيد الدية اكثر من مائة بعير يعتبر جاهلي.

أيها الناس ان الشيطان - تحقرون من أعمالكم:
الرسول (ص) شرع للحياة العامة كذلك قام بتنقية التعامل الاقتصادي وينتقل لقوله ان الشيطان قد يئس ان يُطاع في هذه الارض الحرام (مكة) لكنه رضي ان يُطاع في اماكن اخرى في اعمال تمارسونها.
من هوايته حيث ان الشيطان يُعبد من قبلهم فهو قادر على إغوائهم في كل عمل يقومون به، فعليهم الحذر.

إنما المؤمنون اخوة - طيب نفسه:
المؤمنون هم اخوة الايمان،اخُوَّة حتمية كل مؤمن هو مسلم، الايمان يختلف عن الاسلام فالايمان هو بالقلب وصدقُه العمل، الايمان في القلب ولا يعرف احد اذا كان الانسان مؤمن إلا الشخص نفسه والله تعالى.. أي ان المؤمن لا يجب له ان يأخذ مال المسلم الاخر الا اذا اعطاه ماله عن طيب نفسه.

فلا ترجعوا بعدي - كتاب الله وأهل بيتي:
يُحذر الرسول (ص) من الارتداد عن الدين الاسلامي وكذلك الخلاف بين المسلمين والذي يؤدي الى القتل فهناك يمكن ان ينقذكم وهو كتاب الله القرآن، هذا ما يحرسكم ان عملتم ما هو منه.
أهل البيت هم فاطمة الزهراء وابنائها اي السنة والقرآن الكريم هو الرادع.

إن ربكم واحد - فليبلغ الشاهد منكم الغائب:
أيها الناس تذكروا من انكم اصل واحد، مقياس القرب هو التُقى اكثركم خشية لله سبحانه وتعلى اي قد يكون عبد اسود وهو اكثر خشية منك لله .تكرار الذي يخلي فيها الرسول (ص) الرسالة ويلقيها على عاتق المسلمين.