أسـباب المشكلات الاجتماعية.. الانحرافات الناتجة عن أسباب بيولوجية أو عضوية أو وراثية مثل الانحرافات الجنسية والأمراض العقلية والعصبية إلى جانب الميول الإجرامية



أسـباب المشكـلات الاجتماعية:

كما أنه يصعب الوصول إلى تعريف واحد (جامع مانع) للمشكلة الاجتماعية، وكما تلعب النسبية دورا بارزا في تحديد المشكلات، فإنه يصعب أيضا وضع أيدينا على سبب واحد لها.

فأسباب المشكلات ومسبباتها تتنوع وتتعدد من ناحية بل وتختلف من زمان إلى زمان ومن مكان لآخر ومن ظروف إلى ظروف، بل ومن باحث إلى باحث آخر (طبقا لخلفيته وتكوينه) من ناحية أخرى.

تأخير الزواج:

وعلى سبيل المثال فإنه إذا كان التغالي في المهور سببا في تأخير الزواج لدى الشباب السعودي فإن أزمة الإسكان تقف وراء نفس المشكلة في مصر.

وإذا كان النفط ومن بعده الطفرة المادية والوفرة الاقتصادية تقف وراء الكثير من مشكلات دول الخليج العربية ومن ضمنها السعودية، فإن الحروب ونقص الموارد الاقتصادية كانت هي الواقفة وراء الكثير من الأزمات والمشكلات الاجتماعية في بلدان مثل مصر ثم العراق ولبنان (حاليا).

من ناحية أخرى فإنه في الوقت الذي قد يعزو الشخص العادي مشكلة ما إلى سبب أو عامل واحد، يردها الباحث الاجتماعي المدقق إلى أسبابها وهي في الأغلب الأعم متعددة.

عدم إشباع الاحتياجات:

وفي الوقت الذي يرى فيه عالم إجرام -مثلا- أن الوراثة تقف وراء هذه الظاهرة المشكلة (الإجرام)، يرد عالم الاجتماع هذا إلى البيئة المحيطة بكل أبعادها ومؤثراتها وإن كان لا يستبعد تأثير الوراثة كأحد العوامل أو الاحتمالات على الأقل.

هذا ويرجع بعض الباحثين أسباب المشكلات الاجتماعية إلى عدم إشباع الاحتياجات بين أفراد المجتمع وهي الاحتياجات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والبيولوجية والصحية والتعليمية والترويحية... ويرجعوا عدم الإشباع  لمجموعة من العوامل المرتبطة بالفرد ذاته" عوامل  ذاتية"  أو أسرته" عوامل أسرية"  أو للعوامل الاجتماعية أو البيئية أو العوامل المجتمعية.

سرعة التغير الاجتماعي والثقافي:

ومن المسببات الرئيسية للمشكلات الاجتماعية التفاوت في سرعة التغير الاجتماعي والثقافي، الناتج عن سرعة التفاوت في أحد جوانب الثقافة عن الجانب الآخر.

وعلى أية حال فإنه على الرغم من تعدد مسببات المشكلات الاجتماعية فإنه يمكن وضع أيدينا على بعض الأمور مثل: الوضع الاجتماعي والثقافي (أساسا) ـ إلى جانب العوامل الذاتية "الوراثية" والبيئية "البيئة الطبيعية" والبيئة الاجتماعية بما فيها من ظروف ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية باعتبارها واقفة وراء هذه المشكلة أو تلك ومتحكمة في خط سيرها.

العوامل الوراثية والبيئية الطبيعية للمشكلات الاجتماعية:

فالعوامل الوراثية هي عوامل تتعلق بذات الفرد، وقد تلعب هذه العوامل دورا في حدوث المشكلات، وتمثل الانحرافات الناتجة عن أسباب بيولوجية أو عضوية أو وراثية مثل الانحرافات الجنسية والأمراض العقلية والعصبية ـ إلى جانب الميول الإجرامية ـ مشاكل اجتماعية، كما يدخل في الانحرافات الشخصية الميل إلى النفعية والسعي وراء المصالح الشخصية عموما، وسواء تأتى ذلك من قبل أفراد أو جماعات.

والعوامل البيئية الطبيعية تتمثل في المناخ والتضاريس والتغيرات البيئية التي تحدث فجأة بسبب البراكين أو الزلازل أو الفيضانات جميعها تسبب في حدوث المشكلات الاجتماعية، على سبيل المثال: المناخ الحار قد يورث حساسية الأعصاب وثورتها بسهولة.

كما أن هناك عوامل بيئية غير طبيعية تحدث من خلال الفعل الاجتماعي وتكون مصدر لتفريخ المشكلات الاجتماعية، على سبيل المثال أحياء سكنية توسم ببيئة المجرمين أو الفقراء، وفي الغالب تفرخ مزيدا من السلوكيات المنحرفة... وهكذا.
ويندرج تحت العوامل البيئية غير الطبيعية الظروف الاقتصادية، والسياسية، والأوضاع الاجتماعية والثقافية.

العوامل الاقتصادية والسياسية للمشكلات الاجتماعية:

فالظروف الاقتصادية (المسببة للمشكلات) يمكن تمثلها في كثير من الأوجه والتي يأتي على رأسها أمران أولهما الفقر وثانيهما عدم العدالة في التوزيع.

والظروف السياسية المسببة للمشكلات يمكن أن تتركز أساسا في اتجاه نظام الحكم السائد في عدالته أو عدمها، وفي ديمقراطيته أو دكتاتوريته، كما يتمثل في مدى سيطرتها على مجريات الأمور في الدولة وتسييرها من عدمه ، هذا المناخ قد يعصف بكل جهود التنمية ويقف في طريق التطور والتقدم.

العوامل الاجتماعية والثقافية لخلق المشكلات الاجتماعية:

أما الأوضاع الاجتماعية / الثقافية التي تسهم في خلق المشكلات فيمكن تمثيلها في كثير من الاتجاهات ومنها:
1- اختلاف التنشئة الاجتماعية.
2- اختلاف المستويات التعليمية.
3- التضارب والتصارع الثقافي: وتؤدي إليه العديد من الأمور التي منها:
- اختلاف الموجهات والمعطيات الثقافية .
- الجمود والتزمت الثقافي أو الانفتاح الثقافي اللا محدود.
- التفاوت في سرعة التغير (أو التغيير) الاجتماعي والثقافي.
4- الضبط الاجتماعي القاسي أو المتساهل.
5- عدم وضوح الأهداف والمعايير.
6- النزعات الانعزالية والانفصالية.

التغير الاجتماعي:

ويعتبر التغير الاجتماعي من  أهم  العوامل المسببة لحدوث المشكلات، وكلما زادت سرعة واستمرار عملية التغير الاجتماعي، زادت احتمالات ظهور المشكلات الاجتماعية داخل المجتمع.

وقد يكون التغير إيجابياً بحيث يعمل على حل المشكلة الاجتماعية، أو سلبياً يؤدي إلى حدوث المشكلات الاجتماعية.