أعراض سحر المحبة والتِّوَلة.. المحبة الزائدة للزوجة، والتلهف الشديد لرؤيتها والرغبة الشديدة في كثرة جماعها وعدم الصبر على فراقها وطاعتها طاعة عمياء



يقول ابن الأثير: "التِّولةُ بكسر التاء وفتح الواو: ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره، وجعله النبي (ص) من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى"[1].

ومن أعراضه:
المحبة الزائدة للزوجة، والتلهف الشديد لرؤيتها، والرغبة الشديدة في كثرة جماعها، وعدم الصبر على فراقها، وطاعتها طاعة عمياء.

وقد يكون ذلك من سحر قد تم على أثر من آثار الزوج مستعمل غير مغسول، فيعقد السحر على بعض خيوطه، ويدفن في مكان مهجور، أو يُصنَع في رقية شيطانية تحل في ماء أو طعام أو عطر يوضع للزوج.

ولهذا السحر آثار عكسية منها:
قد يمرض الزوج أو ينقلب السحر على الساحر، فيكره المرء زوجته بسبب جهل كثير من السحرة، أو عموم الكراهية لجميع النساء، فيكره الزوج أمه وأخواته وعماته حتى زوجته.

ولا يخفى أن السبب في سحر المحبة هو نشوب الخلاف بين الزوجين، أو طمع المرأة في ماله، أو خوف الزوجة من زواج زوجها بثانية.

وإن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدل على جهل الزوجة، إذ أنها يمكن أن تسحر زوجها بما أحل الله لها بكثرة التزين والتجمل له، فلا تقع عينه منها على قبيح، ولا يشم منها إلا أطيب ريح، وبالابتسامة المشرقة، وبالكلمة الطيبة وحسن العشرة.

أما أن تتزين بحليها لتخرج كأنها في يوم زفافها، وتعود إلى بيتها فتتجرد من زينتها وترتدي الثياب المبتذلة، وتفوح منها رائحة الطعام، فإنه يولد الشقاق والخصام، ولو عقلت المرأة لعلمت أن زوجها أحق بزينتها، وهذا لعمرُ الله هو السحر الحلال.

[1] النهاية، (1/200).