العدل في الشعر الجاهلي.. فخر الشاعر بنفسه أن يتحلى بالعدل والإنصاف فلا يميل به الهوى عن الحق خاصة إذا كان سيدا شريفا في قومه



العدل في الشعر الجاهلي:

لقد أصبح واضحا لدينا من الشعر الجاهلي أن الإنسان العربي اعتمد في حياته على ضروب من القيم الخلقية التي كان لها نصيب وافر في تهذيب سلوكه تجاه الآخرين، وتنظيم علاقاته الاجتماعية، بحيث غدت قادرة على أن تجعله يعيش حياة أقرب إلى الأمن والاطمئنان منها إلى الخوف والاضطراب.
وإذا كانت حياته القبلية قد دفعته، غالبا إلى الاعتماد على القوة، حفاظا على وجوده، وحرصا على معاشه، فإن القيم الخلقية، والعدل منها خاصة، قد كبحت في كثير من الأحيان، ذلك الاندفاع، منبهة إياه إلى حق الآخرين في الوجود والعيش.

العدل والإنصاف:

إن العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه كانت لدى كثير من الشعراء الجاهليين منهجا في الحياة يدعون إلى التمسك به، ولهذا نجد زهير بن أبي سلمى معجبا بقوم هرم بن سنان المري وساداتهم، لما عرفوا به من عدل وصحة حكم ورضا بهما. حتى ان القبائل الأخرى تلجأ إليهم لحل ما يقع بينها من خلاف، فيرضى الجميع بحكمهم وعدلهم:
متى يشتجر قوم تقل سرواتهم
هم بيننا فهم رضا  وهم عـدل
هـم جردوا أحكام كل مضلة
من العقم لا يلفى لأمثالها فصل
بعزمـة مأمور مطيع وآمر
مطاع فلا يلفى  لحزمهـم مثل

ميل الهوى عن الحق:

وتبين لنا بعض الأشعار أن من أهم دواعي فخر الشاعر بنفسه أن يتحلى بالعدل والإنصاف، فلا يميل به الهوى عن الحق، خاصة إذا كان سيدا شريفا في قومه، كشأن عامر بن الطفيل الذي يقول:
فإن لنـا حكومـة كـل  يوم
يبين في مفاصله الصواب
وإني سوف أحكم غيرعاد
ولا قذع إذا التبس الجواب
حكومة حازم لا عيب فيها
إذا ما القوم كظهم الخطاب


0 تعليقات:

إرسال تعليق