دور الجغرافيا في حماية مناطق السياحة والاصطياف والاستجمام.. تحديد التوزيع الأفضل لمواقع الفنادق والمنشآت السياحية والخدمات المرتبطة بها وتحديد الطاقة الاحتمالية لعدد السياح



دور الجغرافيا في حماية مناطق السياحة والاصطياف والاستجمام:

لن أقوم هنا بتعريف مفاهيم السياحة، والاصطياف، والنزهة، والاستجمام، وغيرها من الأنشطة ذات الصلة، ومن المعروف أن لكل منها تعريفه وخصائصه ومشكلاته، وإنما سأكتفي بذكر بعض الملاحظات عن أهميتها، ودور الجغرافية في حمايتها.

ومن المعروف أن مثل هذه المناطق لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان والمجتمع البشري، ويقدر الباحثون أن فترات الراحة والاستجمام لها دور كبير في زيادة القدرة الإنتاجية للإنسان، وفي نشر الثقافة والمعرفة، وتحسين الحالة الصحية.

مظاهر دور مناطق السياحة والاصطياف والاستجمام في زيادة القدرة الإنتاجية للإنسان:

وهذا الدور يتجلى في الأمور التالية:
1- انخفاض الأمراض القلبية الوعائية إلى النصف.
2- تخفيف التشوش الفكري والأمراض النفسية.
3- خفض نسبة الأمراض النفسية بنسبة 40 %  تقريباً.
4- خفض نسبة الأمراض والآلام العصبية، والعظمية، والعضلية بنسبة 30 % تقريباً.
5- خفض نسبة أمراض الجهاز الهضمي بنسبة 20 % تقريباً.

الأهمية الاقتصادية للسياحة:

وتستأثر السياحة باهتمام متزايد من قبل الحكومات والمؤسسات الدولية المعنية بشؤون التنمية، لأن السياحة تقدم الكثير من القطع الأجنبي الضروري لتمويل قطاعات اقتصادية أخرى، فالاستثمار في مجالات الخدمات السياحية يمكن أن يكون مربحا من الناحية المالية مع معدلات عالية من الدخل.

مشكلات التنمية السياحية:

وتتعرض التنمية السياحية لبعض المشكلات البيئية الخاصة، فالموارد البيئية المستثمرة في السياحة تجتذب الزوار بسبب جمالها الفريد والمتميز، أو إمكاناتها الاستجمامية، أو القيم الثقافية أو المعرفية التي تتمتع بها، وغالبا ما تتعرض المناطق ذات الموارد المهمة في السياحة كالجزر، والجبال، والغابات، وضفاف الأنهار، وسواحل البحار، وغيرها للتخريب والأذى.

المحيط البيئي والتنمية السياحية:

إن التمتع بالمحيط البيئي الذي يجتذب السياح كان يجري في الغالب من دون مقابل، ولم يكن يشغل بال مخططي التنمية السياحية، ولكن هذا الأمر تغير مؤخرا ولم يبق كما كان في الماضي، بعد أن تبين حجم الخسائر التي يمكن أن تتكبدها البيئة، لأن التوجه نحو تحقيق الحد الأقصى من الأرباح في مجال السياحة قد يؤدي إلى الإضرار والتدهور في التجمعات البيئية السياحية، والأماكن ذات المعالم الطبيعة الجميلة أو المتميزة، وذلك من خلال الإفراط والمبالغة في أعمال البناء، وفي الكثافة الكبيرة في أعداد السياح والمصطافين أو الزوار بشكل يفوق طاقة المكان والخدمات والتجهيزات المتوافرة فيه عن استيعاب هذه الأعداد وتحملها.
والجغرافيا تستطيع الإسهام بفعالية عالية في تخطيط المناطق السياحية وحمايتها، وأخذ الاعتبارات البيئية بالحسبان في كل ذلك.

أهمية التخطيط السياحي:

ويعد التخطيط السياحي عملا متميزا وفريدا وفي صلب عمل الجغرافي، ويهدف إلى تخطيط الأقاليم السياحية، وتحديد التوزيع الأفضل لمواقع الفنادق والمنشآت السياحية والخدمات المرتبطة بها، وتحديد الطاقة الاحتمالية بالنسبة إلى عدد السياح، ولأي نمط أو شكل آخر من أشكال استخدام هذه الأقاليم.

وتختلف هذه الطاقة تبعا لمدى حساسية المنطقة المعنية، ولطبيعة النشاط السياحي. فبعض الأوساط البيئية تكون أكثر حساسية بيئية، وسريعة التأثر، ومعرضة للتخريب واختلال التوازن البيئي فيها.

تقييم الموارد والمعالم الطبيعية الملائمة للسياحة:

إن التخطيط السياحي فيها يتطلب دقة ودراية يتم من خلالها تحديد عدد الزائرين، وفترات الزيارة، وعلاقة الزوار بالمحيط وعناصره المختلفة.

لذلك فإن عملية تقييم الموارد والمعالم الطبيعية الملائمة للسياحة ترتبط بشكل وثيق بإجراء عملية مسح للموارد الطبيعية، والمنظومات البيئية الفريدة، والقيم الثقافية والحضارية، أو أية معالم أخرى تجتذب السياحة، وتقديرها بشكل صحيح.

مع التأكيد أن أكبر ربح يتحقق من السياحة، هو الربح الكبير الذي يتحقق من الالتزام بالمحافظة على معالم المحيط البيئي وحمايته.