السفارات مع أهالي المشرق.. اقتناع أهل أذربيجان وأهالي تفليس وأهل بلخ ومرو الروذ بدفع الجزية للمسلمين



في سنة (22هـ / 642م) أجرى سفراء أهل أذربيجان وبين سفراء الوالي الوليد بن عقبة، نجح الطرفان في إعادة الصلح بينهما بعد اقتناع أهل أذربيجان بدفع الجزية للمسلمين بعيد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب (ض).

وأجرى سفراء حبيب بن مسلمة مفاوضات مع أهالي تفليس. ووصف الوفد على لسان حبيب في كتاب بعثه إلى أهالي تفليس قائلا: وقد بعثت إليكم عبد الرحمن بن جزء السلمي، وهو من علمنا، ومن أهل العلم بالله وأهل القرآن، وبعثت معه بكتابي بأمانكم، فإن رضيتم دفعه إليكم وان كرهتم آذنتكم بحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين.

وقد وافق أهالي تفليس على شروط السفير عبد الله بن جزء وأدوا الجزية وسرعان ما جددوا نصوص الاتفاقية مع الجراح بن عبد الله قائد المسلمين هناك، على أن يؤدوا الجزية والولاء للمسلمين، فضلا عن تسهيلات للجيوش  العربية الإسلامية لمحاربة الكفار.

وأرسل الوالي عبد الله بن عامر سفيرا له الأحنف بن قيس التميمي إلى أهالي مرو الروذ سنة (32هـ/ 652م)، فقال: إني رسول فأمنوني، فأمنوه فإذا رسول من مرزبان مرو هو ابن أخيه وترجمانه يحمل كتابا للأحنف نصه:
"إنا بحمد الله الذي بيده الدول، يغير ما شاء من الملوك، ويرفع ما شاء من الذلة ويضيع من شاء بعد الرفعة، انه دعاني إلى مصالحتك وموادعتك ما كان من أسلام جدي وما كان رأى من صاحبكم من الكرامة والمنزلة، فمرحبا بكم وابشروا وانا ادعوكم إلى الصلح... على أن أؤدي إليكم خراجا ستين إلف درهم وان تقروا بيدي ما كان ملك الملوك كسرى... من الارضين والقرى".

ونتج عن هذه المفاوضات قبول صاحب مرو الروذ بشروط سفراء المسلمين، واقروه على مابيده من الأراضي، واشترطوا عليه مساعدة العرب والمسلمين لمقاتلة كسرى, وذلك  بتحالف صاحب مرو ومن معه من الاساورة مع العرب المسلمين.

وفي السنة ذاتها أي (32هـ/ 652م)، أرسل أهل بلخ  سفارة إلى الأحنف بن قيس.
وجرت مفاوضات بين الطرفين على دفع أربعمائة إلف درهم كجزية للمسلمين، ونتيجة لنجاح المفاوضات، قدم أهالي بلخ إلى سفير المسلمين هو أسيد بن المتشمس هدايا عبارة عن ابنه، ذهب وفضة ودنانير متاع.