مفهوم تدريب المعلمين وأهميته.. تدريب غير المؤهلين من المعلمين وتجديد معلوماتهم وخبراتهم وتدريبهم على إعداد وسائط التعلم

يحظى موضوع إعداد وتدريب المعلمين في أدبيات التربية بعناية فائقة، ويتزايد الاهتمام بهذه الفئة مع التوسع الكمي في التعليم والعناية بنوعية مادة التعليم، وذلك في ضوء التغيرات الواسعة في الفكر التربوي والممارسات التربوية.

وقد اشتمل أدب تدريب المعلمين على ما يشبه الثورة في المفاهيم والأفكار، وبرزت ميادين واتجاهات ومبادئ جديدة لإعداد المعلم وتدريبه أثناء الخدمة وربط كل ذلك بالعمل التعليمي المنتج وتكوين القيادات التربوية...الخ.

وقد تم التركيز على التدريب أثناء الخدمة باعتباره منحى أقدر على مواكبة التجديد وأقدر على توظيف المستجدات في مجال التربية لتحسين الأداء.

وقد ظهرت أول إشارة إلى أهمية التدريب أثناء الخدمة على المستوى العربي في التوصية رقم (26) الصادرة عن حلقة إعداد المعلم العربي التي انعقدت في بيروت عام 1957م بهدف وضع خطة تدريب غير المؤهلين من المعلمين وتجديد معلوماتهم وخبراتهم وتدريبهم على إعداد وسائط التعلم، كما ورد في ميثاق الوحدة الثقافية المعقودة في عام 1958م ما يؤكد ضرورة تدريب معلمي المرحلة الابتدائية ليكونوا على اتصال بالتطورات التربوية الجديدة.

وتعدّ مراكز التدريب التربوي ذات أهمية بالغة في تطوير العملية التربوية وتنبع أهميتها مما تقدمه من طرائق وأساليب جديدة ومتنوعة لتنمية كفايات العاملين في القطاع التربوي. وتعنى هذه المراكز بتطوير برامج التدريب والإعداد وتحسين كفايات العاملين في القطاع التربوي في جميع الفئات.

ولما كان استمرار التدريب أثناء الخدمة يسهم في زيادة الكفاءة وتحسين عملية التعليم والتعلم، مما يكفل نمو المعلم في المهنة نحو قدراته على الإبداع والابتكار، فإنه تحديد الاحتياجات التدريبية تعد خطوة أساسية لبرامج التدريب أثناء الخدمة.

وقد أشارت الدراسات التربوية إلى أن حصر الاحتياجات التدريبية للمعلمين وتشخيصها في ضوء الكفايات والمهارات الأدائية والقدرات ذات علاقة بعمل المعلم ومهامه الأساسية والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع احتياجات العملية التعليمية، تسهم في تطوير الممارسات التعليمية ونمو المعلم مهنياً وتطوير النظام التعليمي وتنمية الاتجاهات الإيجابية لدى المعلمين نحو مهنة التدريس والتعلم.

وبما أن خطط التدريب في الميدان التربوي حالياً تتخذ شكلاً جزئياً وغير متكامل وتفتقر إلى الموارد الضرورية لخلق فرص التربية المستديمة أمام المعلمين، وكما أن بعضها لا تعكس الحاجات الحقيقية للمتدربين من الكفايات التدريبية، ولا تستند إلى دراسات تشخيصية عن الواقع التربوي ومعطياته.

ونظراً لضعف الأداء لدى الطلاب وانتقادات أولياء الأمور إلى العملية التعليمية برمتها، وضعف النمو المهني للمعلمين أصبح من الضروري تحديد الكفايات الأساسية للمعلمين وبناء أدوات للتحقق من توافرها وذلك لاستخدامها في بناء برامج التدريب والتطوير المهني بشكل عام وتحديد الاحتياج بشكل خاص.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال