الثقافة الجنسية في الطفولة.. تأكيد الجوانب الشخصية للطفل وأي تحرش جنسي في المستقبل سيكون له انعكاسات سلبية على طبيعته الشخصية وسلوكياته

في البداية أود أن أشير إلى تعريف الطفل المحدد دولياً: وهو من بداية ولادته حتى سن الثامنة عشرة، هذا حسب التعريف الدولي.

والكثير من الناس يعتقد أننا حينما نقول طفل أننا نقصد سن ما قبل ا لمدرسة أو على الأقل الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية، وهذه معلومة فيها نوع من اللبس.

إن الكثير من الأسر تخلط بين الجنس كمصطلح بمعنى الممارسة الجنسية وبين الثقافة الجنسية أي تعليم الأطفال ما يجب أن يتعلموه لاستغلال هذه الغريزة التي منحها ووهبها الله للإنسان بطريقة صحيحة لا تؤثر على حياته.

 لأن قضية الجنس قضية حساسة جداً تترتب عليها أمور كثيرة. وهذا الخلط الذي حدث لدى الكثير من الناس جعلهم يحجمون عن الحديث لأبنائهم حول هذا الموضوع، وبذلك ترتب عليه أنه حتى الجهات التعليمية أو التي يقوم عليها في الأساس من يعلمون الأطفال نقلوا هذه الثقافة إلى قضية المناهج وكل ما يتعلق بالتعليم فأصبح من غير المرغوب فيه أن تثار هذه القضايا كناحية تعليمية إلا أن هناك بعض المدارس الأهلية وبعض رياض الأطفال لديها مناهج متخصصة لتعليم الطفل بعض القضايا الجنسية وخصوصاً التي تحميه من الإيذاء الجنسي أو الاعتداء الجنسي من الآخرين في بلاد عربية.

من المهم جداً أن تعرف الأسرة دورها في تعاملها مع الثقافة الجنسية بالنسبة للطفل، (فعلى الأسرة الحرص على تأكيد الجوانب الشخصية للطفل سواء كان ذكر أو أنثى، لأن أي تحرش جنسي في المستقبل سيكون له انعكاسات سلبية على طبيعته الشخصية وسلوكياته).

فالمطلوب أن نبدأ بالتعامل الصحيح مع أبنائنا منذ طفولتهم قبل المرحلة الدراسية بالتأكيد على قوة شخصيتهم بحيث يستطيع أن يمتنع عن تصرفات لا يرضاها، وألا يكون سهل الانقياد للآخرين فهذا هو دور الأسرة، أما إذا كانت الأسرة لا تستطيع أن تربي أطفالها على السلوكيات القويمة فستصبح أمام مشكلة كبيرة، وأما إذا استطاعت الأسرة من خلال ثقافة الأب وثقافة الأم على تبني هذا الدور ونقله إلى الأبناء بالشكل الذي يجعلهم يجيدون التعامل مع المواقف المختلفة.

ولأن الطفل يتعرض في عدة مواقف مختلفة للتحرش الجنسي من بعض أفراد الأسرة أو من الخادمة بحكم قربهم وقدرتهم على التعامل مع هذا الطفل الصغير في مراحل عمرية صغيرة.. فإذا لم يستطع الطفل بقوة شخصيته من الامتناع عن الانقياد لرغبات الآخرين سيمارس هذه التصرفات السلوكية وفي آخر المطاف نكتشف أن هذا الطفل لديه مشكلات نفسية نتيجة لهذه الممارسات.

إذن قضية بناء الشخصية قضية مهمة جداً لتلافي ما قد يحدث لهذا الطفل في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة. كذلك أود أن أؤكد على الهوية الجنسية إذ من المهم أن نحافظ على سلامة الهوية الجنسية بالنسبة للطفل ذكراً كان أو أنثى حتى لا يحدث لبس.. وفي المرحلة الابتدائية إذا لم يتم إشباع الطفل بمعلومات جنسية تؤكد على هويته الجنسية كذكر أو كأنثى يمكن أن يحتاج هذا الطفل إلى أن يتعرف على ذلك من خلال زملائه في المدرسة وهذا مما قد يوقعه في مشاكل جنسية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال