نقد قصة حي بن يقظان.. القول بالتولد الذاتي وجوهرية النفس وألوهية الأجرام السماوية والمجاهدة والحياة بعد الموت



نقد قصة حي بن يقظان:

أولا لا بد من التنبيه أن القصة كما ذكر غير واحد من المؤرخين أنها للفيلسوف ابن سينا.
وابن سينا أحد فلاسفة الإسلام المتهمين بالزندقة والإلحاد.

رأي ابن قيم الجوزية وابن تيمية في ابن سينا:

قال ابن قيم الجوزية: (وكان ابن سينا - كما أخبر عن نفسه - هو وأبوه، من أهل دعوة الحاكم، من القرامطة الباطنيين).
وقال ابن تيمية (تكلم ابن سينا في أشياء من الإلهيات، والنبويات، والمعاد، والشرائع، لم يتكلم بها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولا بلغتها علومهم؛ فإنه استفادها من المسلمين، وإن كان إنما يأخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام كالإسماعيلية؛ وكان أهل بيته من أهل دعوتهم من أتباع الحاكم العبيدي الذي كان هو وأهل بيته معروفين عند المسلمين بالإلحاد).

فاضل بن ناطق:

وقد ذكر غير واحد في ترجمة ابن سينا أن من كتبه "حي بن يقظان" كما ذكر ذلك الزركلي في الأعلام وقام بشرحها عدة من أعيان الفلاسفة.
وقد كتب كذلك على منوالها عدة من فلاسفة كما فعل علي بن أبي الحزم القرشي وسماها "فاضل بن ناطق" كما في الأعلام للزركلي (4|271) وكذلك للسهرودي المتهم بالزندقة والإلحاد رسالة على هذه القصة كما في وفيات الأعيان (6|269)
ولا شك أن تتابع هؤلاء الفلاسفة على هذه القصة الفلسفية بالشرح أو التأليف له مغزى وهدف.

آسال وسلامان:

ومما يؤكد الصلة بين رسالة ابن الطفيل ورسالة ابن سينا ما قاله الأستاذ إبراهيم عبد الله "الشخصيتان المعينتان لـ "حي" بن طفيل، على اكتشاف الدين والمجتمع؛ آسال وسالمان فاقتبسهما ابن طفيل من قصة نوه بها ابن سينا في القسم الأخير من سفره "الإشارات والتنبيهات"، وأومأ إلى أنها من الرموز التي تحمل معاني جديرة بالتأمل... إن العناصر التي نعتبر أن ابن طفيل استلهمها من فلسفة ابن سينا، وخاصة من رسالتي "حي ابن يقظان" و"آسال وسلامان" السينويتين، باعتبارهما تضمان كثيرا من هذه العناصر السينوية، التي هي من أسرار هذه الحكمة المشرقية التي نوه بها ابن طفيل في بداية رسالته الفلسفة، هي: القول بالتولد الذاتي، وجوهرية النفس، والقول بـ"ألوهية" الأجرام السماوية، والقول بالمجاهدة، والقول بالحياة بعد الموت، وهي عناصر تخترق النص الفلسفي وتشكل لحمته الأساسية.


ليست هناك تعليقات