شجاعة القبيلة في شعر امرئ القيس.. ترقب غارة الأعداء ومباغثة الأعداء والإطباق عليهم والمبادرة إلى المعركة بقلوب جريئة



شجاعة القبيلة في شعر امرئ القيس:

نبه الشعراء، إلى أن شجاعة القبيلة تظهر في استعدادها، وتأهبها دائما للقتال، فتظل مترقبة لغارة الأعداء عليها، متوفزة لسماع صرخة الحرب في كل حين، فلا يفجؤها عدو، ولا يأخذها غزو على حين غرة، وهذا ما كان من شأن قوم امرئ القيس بن عمرو حين صبحهم بنو تميم بجيش عرمرم، يريدون مباغتتهم والإطباق عليهم، قبل أن يأخذوا للحرب عدتها، بيد أن أملهم خاب، وأمنيتهم تلاشت؛ إذ وجدوا القوم قد هبوا للقتال كالليوث، وبادروا إلى المعركة بقلوب جريئة، وذلك ما كان له الأثر الأكبر في انتصارهم ودحر أعدائهم، الذين خلفوا وراءهم كثيرا من القتلى والجرحى، وكثيرا من الأسرى والسبايا، فضلا عن الأسلاب والغنائم.

وقد صور امرؤ القيس ذلك كله في قوله:
أتتنـا تميـم  قضهـا بقضيضها
ومن سـار من ألفافهم  وتأشبـوا
برجراجة لاينفد الطرف عرضها
لها زجـل قـد احـزأل وملحـب
فلما رأينـاهم  كـأن زهاءهـم
على الأرض إصباحا سواد وغرب
سمونا لهم بالخيل  تردي كأنهـا
سعال، وعقبان اللوى حين تركب
ضوامر أمثال القـداح  يكرهـا
على الموت أبناء الحروب فتحرب
فقالوا الصبوح عند أول وهلـة
فقلنا لهم أهـل تميـم ومرحـب
ألـم تعلمـوا أنـا نـرد عدونا
إذا احشوشدوا في جمعهـم وتألبوا
بضرب يفض الهام شـدة وقعه
ووخز ترى منه الترائـب تشخب
فلاقوا مصاعا من أناس كأنهـم
أسود العرين صادقـا لا يكـذب
فلم تر منهم غير كاب لوجهـه
وآخـر مغلـول وآخـر يهـرب
وفاء لنا منهـم نسـاء  كأنهـا
بوجـرة والسـلان عين وربرب
ونحن قتلنا عامـرا وابن أمه
ووافاهما  يـوم شتيـم عصبصب
وغودر فيها ابنا رياح وحبتر
تنوشهــم طيـر عتـاق وأذؤب


المواضيع الأكثر قراءة